صنعاء 19C امطار خفيفة

في تجمع حضره 50 ألف شمال الحديدة.. جماعة التبليغ تدعو للامريكيين بالهداية

2008-01-25
في تجمع حضره 50 ألف شمال الحديدة.. جماعة التبليغ تدعو للامريكيين بالهداية
في تجمع حضره 50 ألف شمال الحديدة.. جماعة التبليغ تدعو للامريكيين بالهداية
أنهت جماعة الدعوة والتبليغ اجتماعها السنوي مطلع الاسبوع الحالي بعد ثلاثة أيام في مركزها العام بمدينة الحديدة بحضور تجاوز الخمسين الف داعية من المحافظات اليمنية المختلفة كما توافرت جامعات عديدة من الخارج خصوصاً من الهند وباكستان.
وفي المخيم الذي أقيم في «الحص»، 25كم شمال مدينة الحديدة، أُلقيت المحاضرات والدروس ودارت فيه مداولات.
يشبه تجمع جماعة الدعوة والتبليغ في ملمحه العام شهر الحج؛ إذ يتوافد الدعاة من المحافظات المختلفة حاملين معهم الزهيد من الطعام والملابس والفرشان، ويقسم المخيم على المحافظات اليمنية بحيث يتجمع الدعاه لكل محافظة في مكان وفي خانة خاصة كتب عليها لوحة «التشكيل» يجلس ما يقارب 1000 داعية، وهم المعتمدون حسب العرف السائد في ادبياتهم بالجاهزية الكاملة للخروج للدعوة في سبيل الله خارج اليمن.
وفي حلقات الدرس وتبادل النقاش يبدو الحديث عن الكرامات والأولياء وجبة قصصية شهية لإنتفاخ آذان المتلقين. والملاحظ أنه رغم التوسع في أعداد المنضوين في جماعة الدعوة و التبليغ، إلا أن هذا التوسع أفقياً لا نوعياً؛ إذ إن تحقيق التفوق النوعي يحتاج إلى رعاية ومتابعة.
حدد مؤسس جماعة الدعوة والتبليغ «الشيخ محمد إلياس الكاند هلري» (الهند) سته مبادئ يحصر فيها الحديث في موتمراتهم السنوية ومشوارهم الدعوي على أساس الكلمة الطيبة والخشوع في الصلاة والعلم والذكر وإكرام المسلمين والاخلاص والخروج في سبيل الله.
ورغم رفض الشيخ صالح المقبلي، مسؤول الجماعة في اليمن، الحديث أثناء المؤتمر معتبراً الجهاد ليس بالإعلام بل ببذل النفس والخروج للدعوة.. إلا أن النصيحة التي تبقى عنواناً بارزاً لهذه الجماعة هي عدم الدخول في جدل مع المسلمين أو خصومات مع الحكومات.
واللافت أن الاجتماعات السنوية لجماعة الدعوة والتبليغ تحظى في اليمن بترحيب ورضا رسمي. والراجح أن تمويل سفر مئات الدعاة إلى جنوب أفريقياء والهند وكينيا واثيوبيا وجيبوتي وبلدان العالم يتم تحمل نفقاته من تبرعات ما تزال الشكوك تتار حول مصادرها ويلفها الغموض.
يقول جماعة الدعوة والتبليغ إن السياسة أن تترك السياسة. لكن هذا الشعار لم يكن كافياً لحمايتهم من التهم وحضر نشاطهم في أكثر من بلد رغم أنهم في دعوتهم لا يتعرضون إلى فكرة «إزالة المنكرات»، وحسب قولهم فإنهم الآن من مرحلة إيجاد المناخ الملائم للحياة الإسلامية وإن هذا العمل قد يضع العراقيل في طريقهم وينفر الناس منهم.
وفي خطبة الجمعة في المخيم كان الحث للأحباب الدعاه على الرحمة والشفقة والدعوة إلى الاجتهاد في الدعاء لليهود والأمريكيين بالهداية.
 واللافت أن جماعة الدعوة والتبليغ إنكفأت عن تطوير نفسها طبقاً لمقتضيات العصر واسباب القوة فيه بل ظلت تستخدم التعويل على المعجزات والمكرمات مع إغفال الاسباب المادية والتلهوين من شأنها.
وفي الأمر إشارة واضحة على الجهود وضيق التفكير والإنقطاع عن المعاصرة...يتوزع جماعة الدعوة والتبليغ في اليمن في أغلب المحافظات اليمنية غير أن الواضح أن التوسع يتركز في تعز، عدن، شبوة، حضرموت، وتتكئ في دعمها على مراكز نفوذ في السلطة التي تعتبر تجنبها للخصومة معها والحديث في الشأن السياسي سنداً خارجياً يستخدم عند الحاجة ضد تيارات إسلامية أخرى.

إقرأ أيضاً