صنعاء 19C امطار خفيفة

NDI يعرف كيف يختار شركاءه

2008-01-25
NDI يعرف كيف يختار شركاءه
NDI يعرف كيف يختار شركاءه
NDI يعرف كيف يختار شركاءه
- منى صفوان
المعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية NDI يعمل منذ أكثر من عقد من الزمن على عدد من البرامج في اليمن.
المعهد يود من خلال برامجه رفع مستوى المشاركة السياسية للنساء والشباب، تطوير المجالس المحلية، إكساب النواب مهارات أساسية للعمل النيابي, تحسين الطبيعة الممثلة للأحزاب وتقوية بنيتها التنظيمية، تعزيز جهود القادة السياسيين والمؤسسات الحكومية والمجتمع المدني لمكافحة الفساد، حل الصراعات والنزاعات القبلية خاصة في مأرب والجوف وشبوة، دعم الحكومة في عمليات الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية والتعليمية والتنموية، وأخيرا مساعدة الحكومة والمسؤولين عن الانتخابات والمجتمع المدني للاستعداد لادارة وتنظيم الانتخابات البرلمانيه 2009.
فهل يعد هذا النشاط المحموم تعدياً على السياسية الداخلية اليمنية وتدخلا في أدق شؤونها؟
بيتر ديميتروف المدير الإقليمي للمعهد في اليمن، ينفي ذلك بشدة للنداء قائلا "إنه حديث بالغ السخف والغباء أن نقول ذلكـ"، معززا كلامه ان المعهد لا يملي على اليمن أجندة خارجية، ولا يتدخل في نظام البيئة التقليدية اليمنية ويحترم العادات والتقاليد.
هذا الاحترام والاهتمام ليمنية البيئة الاجتماعية والسياسية، يجعل إدارة المعهد تعمل ب 45 موظفا يمنيا من إجمالي 47، ليقول ديميتروف إن هذا المعهد هو "منظمة يمنية" في المقام الأول، فهل يغلق هذا باب السؤال عما إن كانت هذه المنظمة الامريكية دخيلة على مجريات أمورنا!
بالطبع الNDI لا يقوم بعمله منفردا، فهو لديه شركاء يمنيون يختارهم بحصافة، أهمهم الأحزاب القوية الفاعلة.
وهو لا ينسج الأحلام، ولا يشق الطرق, ولا يبني الجسور المعلقة، بحسب تعليق مديره، هو فقط عمل واقعي يعمل ما تحتاجه واقعية اليمن "عمل إنساني" بحسب وصفه أيضا، فهو"عمل إنساني للحياة الاعتيادية والعلاقات الإنسانية السياسية التي لا تعتمد على استيراد برامج جاهزة".
الأجندة التي سيعمل بها المعهد خلال العامين المقبلين هي كالتالي: دعم البرلمان، تطوير الأحزاب ودعم الانتخابات، إدارة النزاعات إلى جانب أنشطة المكتب الاقليمية الذي يشرف على ديمقراطية البحرين والكويت وقطر.
اهتمامه الآن منصب على دعم البرلمان، ويترجم اهتمامه إلى تعزيز قدرة البرلمانيين على مكافحة الفساد وتشريع وتنفيذ اللائحة التنظيمية، ورفع مستوى قدرتهم على إقامة الإجراءات الصحيحة والتمسك بها.
هذا هو برنامجه الأول خلال هذه الفترة، الذي يأتي ضمن هدف مستقبلي واحد واسع وطموح وعريض؛ إنه "دفع اليمن إلى الأمام". هذا الدفع الأمريكي تستند رباعيته أيضا على تطوير الأحزاب معارضة وسلطة، فهم يشجعون التطوير الداخلي للمؤتمر الشعبي العام واللقاء المشترك من خلال سلسلة مؤتمرات حول أفضل الممارسات للقيادة الإقليمية لكل حزب بهدف تطوير الممارسات الداخلية للأحزاب، هذه الأحزاب التي تتنافس في ما بينها تحظى بذات الاهتمام العادل من "المنظمة اليمنية NDI "، فالفرصة ستتاح بالتساوي للقادة الإقليميين لتقاسم الاستراتيجيات والتكتيكات والتوصل لإجماع حول المناهج المساعدة على وضع مقياس للبنى التنظيمية والعمليات الحزبية في جميع أرجاء الوطن.
هذا إلى جانب الاهتمام بالمشاركة النسائية، ومنها الاهتمام بتوضيح أفضل الطرق للكوتا، هنا تقول فاطمة عقبة مسؤولة البرامج "إن الكل يتحدث عن الكوتا لكن لا احد يعرف ما هي الكوتا وكيف تطبق وما هي أفضل الوسائل الممكنة والمناسبة لها!". لذا يتبرع المعهد في كل مناسبة لشرحها للسادة المهتمين، وبذات الوقت يولي اهتماما خاصا بمبادرة الرئيس الأخيرة حول هذه النقطة تحديدا، ويهتم بمناقشتها باستفاضة مع قادة المؤتمر في مقر اللجنة الدائمة.
فديميتروف أكد أن هذه المقترحات نوقشت بعمق مع قاده المؤتمر الشعبي العام وجرى الوصول بعد عدد من اللقاءات مع عبد القادر باجمال الأمين العام للحزب وعبد الله غانم رئيس الدائرة السياسية ورئيس اللجنة القانونية للحوار مع الأحزاب، إلى أفضل الطرق لتطبيق الكوتا.
نأتي للقوة الثالثة التي يعتمد عليها المعهد في دفعه اليمن للأمام، إنها حل النزاعات، وهي الأجندة المطروحة بسلاسة رغم تعقيداتها في الجوف ومأرب وشبوة. المعهد يرى ان هذه النزاعات تؤخر العملية الديمقراطية التي يريد، لذا يجب الاهتمام بحلها.
الحل يأتي عن طريق تشجيع وتوسيع شبكة زعماء القبائل والشخصيات الاجتماعية ذات النفوذ القوي، التي تعمل من اجل إنهاء النزاعات، لكن لماذا هذا الاهتمام الخاص بهذه المحافظات الثلاث! ديميتروف يرفض أي تلميح، فمنظمة السلم والتضامن هي التي طلبت من المعهد الاهتمام بهذه المحافظات.
القوة الرابعة لنظام الدفع الخارجي لليمن تأتي عن طريق مواصلة النشاط الإقليمي خاصة ان الأشقاء في البحرين وقطر والكويت معجبون جدا بالتجربة اليمنية السياسية التي ينقلها لهم المعهد خصوصا حول نجاح اليمن في مكافحة الفساد، هذا بحسب نص ديميتروف نفسه "لا تجارب مشتركة بين اليمن والخليج عن المرأة، لكن عن الفساد نعم، وأي تجربة ننقلها لهم في هذا الإطار تلقى إعجابا".
وإن كان المعهد مهتما بدفع اليمن وعجلته الديمقراطية فقد سألت ديميتروف، لما لا تهتمون مباشرة بالصحافة خاصة الاهلية، فهي من أسس الديمقراطية؟
باقتضاب أجاب: "هناك منظمات أمريكية أخرى تهتم بالصحافة والإعلام في اليمن، ولا نريد التداخل مع أنشطتها، ولكننا سنهتم بالصحفيين وندعوكم لتشاركونا فعالياتنا المستقبلية". هذه هي الأجندة الامريكية مرتبة وكل يعرف دوره.
 
***
 
 أول يمنية في معهد الآثار الألماني
 حصلت الدكتورة عميدة شعلان، الأستاذ المشاركة في قسم الآثار بكلية الآداب – جامعة صنعاء، الاثنين الماضي، على عضوية معهد الآثار الألماني (DAI). وقام البروفيسور هيرمان بارتسنجر رئيس المعهد، وبحضور السفير الألماني والسيدة إيريس جيرلاخ مديرة مكتب معهد الآثار الألماني في اليمن، بتسليم شعلان وثيقة العضوية في حفل تكريم خاص، كونها أول يمنية تحصل على عضوية هذا المعهد الذي يعد من أهم المراكز الأثرية في العالم, ولتكون شعلان هي الوحيدة على مستوى الجزيرة العربية التي حصلت على العضوية، التي اختيرت لها العام الفائت من بين عدد من الباحثين العرب, نتيجة لبحوثها واهتمامها بالآثار اليمنية.
 شعلان حاصلة على شهادة الدكتوراه من جامعة فيلبس ماربوج الألمانية 1999.
 هذه العضوية منحت قبل ذلك لثلاثة من المؤرخين اليمنيين، هم: إسماعيل الاكوع، يوسف عبدالله، والعالم والمؤرخ الراحل محمد عبد القادر بافقيه، وثلاثتهم ترأسوا في فترات ماضية الهيئة العامة للآثار.
 
***
 
 
 الآثار اليمنية: 30 عاماً خبرة ألمانية
 
 استطاعت العلاقات الدبلوماسية بين اليمن وألمانيا منذ نشوئها أواخر ستينيات القرن الماضي، ان تفيد بمستواها الثقافي مشاريع مشتركة في مجال التنقيب عن الآثار بدأت مع العام 1978 وكان لها أثرها في إعادة تأهيل مواقع أثرية هامة في بلادنا للحفاظ على قيمتها التاريخية، مثل موقع عرش بلقيس في مأرب، الذي يعود إلى ما قبل الإسلام، وكذلك محمية "المقة" في صرواح.
وكانت ألمانيا، السباقة في عالم الآثار اليمنية، قد اهتمت إلى جانب التنقيب بعمليات الترميم لعدد من التماثيل والآثار اليمنية، كتمثال "ذمار علي" الذي عاد لليمن في ثمانينيات القرن الماضي بعد رحلة ترمرم طويلة.
وتواصلا للاهتمام الألماني بالآثار اليمنية كان رئيس معهد الآثار الألماني (DAI)، البروفيسور هيرمان بارتسنجر، قد زار اليمن هذا الأسبوع، حيث قام خلال مكوثه في اليمن بزيارة بعض المواقع التي تتم فيها أعمال تنقيب أثري، إضافة إلى الالتقاء مع بعض المسؤولين في الهيئة العامة للآثار والمتاحف اليمنية والمتحف الوطني بصنعاء.
وبرغم التعاون اليمني الألماني الذي يقع في إطار التعاون الثقافي متعدد الأوجه، ومع التأكيد على أهمية الجهود الألمانية لدعم القطاع التنموي في اليمن، وأعمال التنقيب، وبرغم خدمتها للترويج السياحي لليمن ومواقعها التاريخية, تحاول أن تعيد الصورة التاريخية لليمن التي توجد الكثير من آثارها ومخطوطاتها النادرة في متاحف أوروبا التي وصلت إليها منذ قرون مضت خاصة في القرنين 17 و18 الميلاديين مع الرحالة والحملات والبعثات الأوروبية على اليمن، إلى جانب فترات الاستعمار الأجنبي وآخرها الاستعمار البريطاني، التي أفقدت اليمن الكثير من كنوزه الأثرية, إضافة لتعرض الكثير منها للسرقة والنهب وبيعها في أغلب الأحيان من قبل تجار يمنيين لسياح أجانب, هذا فضلا عن قطع أثرية قيمة أهديت لملوك ورؤساء في عهد الأماميين يحيى واحمد، كتمثال "رأس غيمان" الموجود حاليا بالمتحف البريطاني, وما أخذ بهذه الطريقة البروتوكولية لا يحق لليمن استرداده.

إقرأ أيضاً