صنعاء 19C امطار خفيفة

نقيب المعلمين أحمد الرباحي: سنصعد الاحتجاجات إذا لم تستجب الحكومة لمطالبنا

2007-12-13
نقيب المعلمين أحمد الرباحي: سنصعد الاحتجاجات إذا لم تستجب الحكومة لمطالبنا
لقاء: سعادة علاية
ما تزال نقابة المعلمين منذ ثلاث سنوات تطالب الحكومة برفع الرواتب بحسب القانون للمرحلة الثانية، رافقها عسف واعتقال مع تعليم متدهور. ترى كيف تنظر النقابة إلى كل هذه الأمور في ظل الاحتقان الموجود في الشارع؟! كان لـ«النداء» هذا الحوار مع نقيب نقابي المعلمين أحمد الرباحي.
> إلى أي حد نفذت الحكومة وعودها في تنفيذ استراتيجية الأجور؟
- لم تنفذ وعودها ليس تجاه المعلمين فحسب، إنما تجاه الموظفين في الدولة كاملة، ولم تنفذ من قانون المرتبات حتى الجزء البسيط من المرحلة الثانية. حيث تم التوصل إلى أن يكون الحد الأعلى للأجور أربعة أضعاف الحد الادنى، في حين أن القانون يتضمن أن الحد الأعلى للأجور ثمانية أضعاف الحد الادنى، أي أن بداية الربط المالي للدرجات الوظيفية غير عادل.
> ما هي مطالبكم في هذه المرحلة؟
- نفذت المرحلة الأولى فقط في رفع مرتبات الحد الاعلى إلى ثلاثة أضعاف الحد الادنى فقط والفائدة بسيطة جدا، والمرحلة الثانية لم تنفذ ومن المفترض أن تبدأ من يوليو 2006 وليس من اكتوبر 2007. يتم رفع الحد الاعلى إلى خمسة أضعاف ويتم تحديد فارق مستوى بداية ربط الدرجات الوظيفية، والحكومة لم تنفذ القانون كاملاً وإذا استمرت على هذا لن نصل إلى ما تريد إلا في نهاية 2015 ، أي سنحتاج إلى إستراتيجية جديدة للأجور توازي ارتفاع الأسعار حينها.
> ما المقصود بآفاق التوزيع العادل؟
- أن يحصل أصحاب الفئات الوظيفية جميعاً على زيادة مجزية تحسن من ظروفهم المعيشية.
> كيف سيتم التعامل مع الحكومة إذا استمرت في تجاهل مطالبكم؟
- لدينا برنامج متواصل من الاحتجاجات في عموم المحافظات وسنعمل على تصعيدها في المرحلة القادمة إذا لم نصل مع الحكومة إلى اتفاق على الأقل للوصول إلى الحد الادنى من المطالب وفقاً للدستور والقانون ولكن نأمل من الحكومة ان تستشعر المسؤولية.
> هل الجميع ملتف حول النقابة؟
- لا نلتمس ونستشعر أن غالبية العاملين في مجال التعليم يقدرون مواقف نقابة المعلمين وجديتها في تحسين ظروفهم وحصولهم على حقوقهم القانونية. وما يحدث من ممارسات تعسفية وضغوطات وتهديدات تحول دون مشاركتهم في الاحتجاجات التي تدعو إليها النقابة.
> حدثت اعتقالات واعتداءات على مدرسين، آخرها ما تعرض له رئيس فرع النقابة في ذمار، ما هو موقف النقابة؟
- طبعاً أثناء تنفيذ الاحتجاجات تحدث تعسفات واعتقالات. في العام الماضي 2006. أثناء الفعاليات الاحتجاجة للمعلمين، تم اعتقال قرابة 60 شخصاً من القيادات التربوية، وفي الاسبوع الماضي 13 من قيادة النقابة والمعلمين في ذمار وذلك بسبب قيامهم باعتصام سلمي، ونحن إزاء هذه ندين هذه الاعتقالات اللاقانونية ضد المعلمين والتربويين الذين يمارسون حقهم ونقوم بالجهود والضغط في سبيل إطلاقهم ومعالجة أوضاعهم.
> سمعنا أن هناك تنسيباً قسرياً للمعلمين لنقابة المهن التربوية، ما تعليقكم؟
- هذه الممارسات مرفوضة لأنها تتعارض مع أبسط الحقوق القانونية والدستورية للمواطن في اختيار النقابة التي ينتمي إليها وفي حرية الانتماء النقابي. ونحن نقول إن الذين يمارسون هذه الممارسات يريدون أن يوجد لهم جماهير ومنتسبون. هذا وهم وما بني على باطل فهو باطل. ونقول إنه يجب الاقلاع عن مثل هذه الممارسات البالية في الضغط على الناس وإجبارهم على الانتماء إليهم، وفي نفس الوقت منع الناس عن المشاركة الطوعية الحرة في الأنشطة النقابية والاحتجاجات المطالبية التي تدعو إليها القوة الاخرى.
> إلى أين وصل حوار التوحد بين النقابات الثلاث؟
- وصل إلى طريق مسدود. وأعتقد أن الخلاف سببه التباين في وجهات النظر. وهناك من يريد أن يكون العمل النقابي عملاً مستقلاً ويقف مع الفئة التي يمثلها، و آخر يهدف إلى أن يكون العمل النقابي غير ديكور يزين عمل الحكومة، وليس هناك عمل جاد في الدفاع عن حقوق الفئات المهضومة. الزملاء في نقابة المهن التعليمية يشاركون الموقف في ضرورة إيجاد نقابة مستقلة عن هيمنة السلطة والأحزاب السياسية، وينحاز إلى صف المعلمين والتربويين فقط.
> ما هي آليات التنسيق بين النقابات الدولية ونقابة المعلمين؟
- اولاً نحن بدأنا منذ سنوات في حوار التواصل بين نقابة المعلمين والنقابات الخارجية سواء على المستوى الاقليمي أو الدولي أو العربي من خلال التواصل الثنائي. في الفترة الاخيرة اكتسبت نقابة المعلمين عضوية الاتحاد الدولي للتعليم (EI) والذي يظم حوالي 422 نقابة تعليمية على المستوى الدولي، وأيضاً السعي لأجل تفعيل علاقتنا مع النقابات العربية، وبالذات المجموعة العربية في الإطار الدولي التي تبلغ 12 نقابة عربية.
> هل لديكم توجه لتنمية التعاون بينكم وبين المنظمات الدولية والنقابات؟
-التوجه موجود منذ تاسيس النقابة ولكننا نحن نعتبر التوسع في هذه الفترة الاخيرة تفاعلاً وتوسيعاً لهذه العلاقة. ويأتي هذا في سياق تفاعل العلاقات مع المنظمات المحلية: المجتمع المدني ومجلس تنسيق النقابات المهنية، من خلال حضورنا ولدينا توجه مع الاتحاد الدولي في مجال التدريب والتأهيل وتنمية القدرات النقابية والفنية وبهذه المناسبة نؤكد أن الانضمام إلى مثل هذه النقابات أمر مشروع وقانوني.
> هل تتلقون المساندة من المنظمات؟
- إلى حد الآن لم نتلق أي مساندة على اعتبار أننا أعضاء جدد ولم نطلب إلى الآن المساندة من الاتحاد الدولي، ولكن بطبيعة الحال من أهم أهداف الاتحاد الدولي وغيره هو التضامن المهني بين النقابات والأعضاء ولا شك أن هناك فوائد أخرى من الانضمام لمثل هذه الاتحادات الدولية.
> ما موقفكم من اتحاد المعلمين العرب؟
- لسنا أعضاء في اتحاد المعلمين العرب رغم أننا سعينا إلى الانضمام، ولكن المشكلة أن اتحاد المعلمين العرب منغلق على نفسه وتهيمن عليه نقابات سلطوية في بعض الدول العربية وبالتالي لم تسمح لهذه النقابات بفتح الاتحاد ليضم كل نقابات المعلمين العرب. وهذا الاتحاد يمثل شريحة قليلة وبسبب هذه السياسة، الاتحاد ضعيف ونأمل أن يعي الاتحاد هذه الوضعية غير المرغوبة ويسعى إلى تطوير مؤسسات الاتحاد وتوسيع قاعدة العضوية، وأن يكون الاتحاد مستقلاً بعيداً عن هيمنة الحكومات.
> ما هي مطالبكم لتحسين وضع التعليم بشكل عام؟
- نحن نعتقد أن التدهور في التعليم لا يمكن إيقافه إلا من خلال: توفير وضع مناسب معيشي ووظيفي للمعلمين والمعلمات العاملين في مجال التعليم بما يتواكب مع الظروف المعيشية.
الامر الثاني: إصلاح وضع الادارة المدرسية والتربوية، واختيارها وفقاً لمعيار قانوني وعلمي بعيد عن المحسوبية والمناطقية والحزبية وفقاً للكفاءة. الأمر الثالث: تفعيل برامج التأهيل أثناء الخدمة للمعلمين والمعلمات وجميع العاملين في مجال التعليم يهدف رفع كفاءتهم وتحسين مستوى أدائهم. الامر الرابع: إيجاد وتوسيع اعتمادات كافية للتعليم لا تقل عن 25٪_ من موازنة الدولة السنوية وذلك لتوسيع و بناء المدارس وتأمين المستلزمات والوسائل التعليمية اللازمة، وإيجاد الدعم اللازم للعاملين في القطاع. الامر الخامس.. تطوير المناهج التعليمية وتبسيطها لتسهل على التلاميذ والمعلمين استيعابها والتعاطي معها، ثم إيجاد مكانة محترمة للعلم والمعلمين وإعادة هيبتهم في أوساط الطلاب.

إقرأ أيضاً