الهيئة العامة لحماية البيئة.. بين الأزمة المالية والقصور الداخلي
- بشرى العنسي
إن أي جهود تبذل في مجال حماية البيئة ليس لها أي أثر يذكر وتظل جهوداً عقيمة طالما الوعي البيئي مفقود اصلاً لدى الشرائح التي تبذل لهم مثل تلك الجهود.
الهيئة العامة لحماية البيئة وكمسؤول اول عن البيئة تتحمل مسؤولية نشر المفاهيم البيئية والتوعوية في أوساط الناس قبل أن تنفذ مشاريع او تعلن محميات او قبل ان تفكر ايضاً في الانضمام إلى المزيد من الاتفاقيات البيئية الدولية.
كثيراً ممن سألتهم عن الهيئة في الشارع لا يعرفون عنها شيئاً ولا يعلمون بوجود منشأة تدعى «الهيئة العامة لحماية البيئة» أو قانون لحماية البيئة وذلك لتدني الوعي البيئي لدى الجمهور اليمني. ولكن لا عجب خصوصاً إذا ما عرفنا أن أغلبية العاملين في الهيئة العامة لحماية البيئة لم يطَّلعوا على القانون كاملاً والبعض لم يقرأه نهائياً ويبدو أن الوعي البيئي مفقود من الداخل فكيف سيصل لمن هم خارج ذلك المبنى؟
لا ننكر وجود إدارة الإعلام البيئي والتوعية في الهيئة إلا أنه قسم وإدارة كغيرها من الإدارات التي تحتاج إلى تفعيل وجهد أكبر.
صادق العصيمي مدير إدارة التوعية البيئية يبرر بقوله: لا يوجد برنامج توعية بالمستوى الذي نطمح إليه أو الذي تأملة الناس وذلك ليس لشحة بل لإنعدام وجود اي موازنة لإدارة التوعية والإعلام البيئي في الهيئة إضافة إلى قلة الكارد المتخصص وغياب الإمكانيات التقنية. وأضاف العصيمي لـ«النداء»: «التوعية البيئية هي الوسيلة الوحيدة لرفع مستوى الوعي البيئي لدى فئات المجتمع المختلفة الأمر الذي يتطلب عمل برامج تحوي رسائل توعوية متواصلة شبيهة بما يقدمه المركز الوطني للإعلام والتثيقف الصحي؛ حتى يلمس أو يستشعر المستهدف في الشارع طبيعة البيئة و كيفية حمايتها».
موظفون في الهيئة يرون بأنها لم تقم بواجبها المطلوب وأن الجهود المبذولة على ورق فقط، وأنها لاتظهر للعامة وإنما للمختصين في الهيئة فقط ولا يتم اختيار الشريحة المستهدفة الصحيحة.
احدهم قال لـ«النداء»: «نحن في البيئة ولكن ارى بأنهم لم يفعلوا شيئاً ولم نلاحظ أي تغيير في الواقع سوى ورش العمل فقط والتي تصرف عليها مبالغ طائلة وهي بدون فائدة واضاف قائلاً: «الهيئة عبارة عن دراسات واشياء ليس لها أهمية».
رئيس الهيئة محمود شديوة رد على ذلك بقوله: إن من يقولون ذلك هم من الاشخاص غير المتخصصين والذين لم يتم دعوتهم لتلك الورش لذلك يتفوهون بمثل ذلك الكلام اما ما يتعلق بالتوعية البيئية فهي متدنية حقاً بسبب ا لموازنة المحدودة للهيئة؛ لذلك نحن طرحنا التوعية البيئية ضمن موازنة الهيئة العامة 2007م التي ستقدم لوزارة المالية.
رغم كل ذلك إلا أن دور الهيئة قائم وملموس ولو لم يكن بالمستوى المطلوب خصوصاً أن الهيئة لم يتم إنشاؤها إلا منذ سنوات قليلة وكذلك الميزانية معدومة لتلك المنشأة وتعتمد في تنفيذ أنشطتها على الدعم الخارجي بصفة رئيسة ولكن هذا لا ينفي اهمية التوعية البيئية وإرساء مفاهيم بيئية لدى الناس وكذلك التوعية بقانون حماية البيئة وقانون النظافة وتفعيل العقوبات في تلك القوانين حتى تكون ملزمة ورادعة بالإضافة إلى تكاتف الجهات المختصة في هذا الجانب لحماية ما تبقى من البيئة.
boshrasalehaliMail
الهيئة العامة لحماية البيئة.. بين الأزمة المالية والقصور الداخلي
2006-07-13