صنعاء 19C امطار خفيفة

«تركتهم في الصافية ورجعت وقدهم في امريكا».. صومالي يستسقي أخبار زوجته وطفلتيه

2007-07-25
«تركتهم في الصافية ورجعت وقدهم في امريكا».. صومالي يستسقي أخبار زوجته وطفلتيه
«تركتهم في الصافية ورجعت وقدهم في امريكا».. صومالي يستسقي أخبار زوجته وطفلتيه
- هلال الجمرة
أمضى حسن متَّان النصف الأول من يوليو 2004 في سجن مدينة «عفيف» السعودية، ضمن آخرين تسللوا إلى أراضيها، ويعملون فيها بطريقة غير شرعية. حينها لم يكن متان (40عاماً)، الذي ترك عائلته في شقة صغيرة في الطابق الأرضي بحي الصافية في العاصمة صنعاء مطلع يناير في ذات العام، يعلم ان زوجته «مريم ديني حرسي» كانت تجهِّز شنطة السفر إلى امريكا.
في السجن كان متان يأمل أن يعود إلى عائلته، لكن الترحيل القسري حال بينه وما يشتهي، ليجد نفسه في قلب مدينة (كسمايو) ظهيرة 15 من يوليو 2004 - حد قوله.
لم يستسلم الأب المتلهف للقاء زوجته وابنتيه: نجمة ونعطيحوا فبعد اسبوعين من ترحيله إلى الصومال، كان متَّان ضمن (120) صومالياً بداخل قارب صغير باتجاه مدينة عدن. ويتذكر جيداً حالة الخوف التي سيطرت عليه عقب موت ثلاثة منهم كانوا يقرفصون بجواره لصعوبة التنفس اثناء رحلة تهريبهم.
عقب ملامسة أقدامه شواطئ عدن، بعد 3 أيام من السفر على قارب صغير، تحرك مباشرة قاصداً حي الصافية حيث ترك عائلته، وحال طرق باب الشقة التي غادرها قبل ستة أشهر آنذاك، تفاجأ بصوت رجل صومالي يسأل عن الطارق، تواً أجاب: «أنا.. حسن متَان، وين زوجتي وأطفالي؟! فخبِّر بأنه مستأجر جديد سكن الشقة قبل ثلاثة أيام، وأكمل بعض الجيران الإجابة عن عدد من الاسئلة التي حضرت ذهنه: «عندها كانت صدمة قوية لي حينما عرفت أنهم رحلوا إلى امريكا بمساعدة المفوضية» قال متذكراً.
من حينها والمقهور (متَّان) الحزين يطالب بإصرار «المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ووزارة حقوق الانسان وزارة الداخلية لشؤون اللاجئين» مساعدته للسفر إلى أمريكا حيث يسكن أولاده.
لقد صار البأس يأخذ مكاناً على ملامح وجهه. لم يحظى بدعم ومساندة كل من ناشدهم، منذ ثلاث سنوات يمضي متَّان معظم ساعاته في ركن بوفية تعلوها يافطة (بوفية تسنيم) إذ يرتشف الشاي بين حين وآخر حتى وقت متأخر من الليل، هناك في قلب الصافية.
هرباً من الحرب لجأ متَّان إلى اليمن في مارس 1996 ومازال يتذكر بحزن الحرب التي أودت بأخويه (حيس وصفية) في عام 1992.
عندما ألتقته «النداء» في 9 يوليو الجاري لم يكن راغباً في التحدث إلى أحد، ويشكو: «أيش يعني تسووا ما تقدروا تعملوا حاجة.. حتى الصحافة» فقد نشرت الزميلة «yemen Times» مناشدته في منتصف ديسمبر 2005 إلا أن الرجل لم يحصل حتى الآن على أي تجاوب من الجهات التي ناشدها.

إقرأ أيضاً