حنايا - هدى العطاس
لقد غدت حياة اليمنيين كوارث متلاحقة.. نصحو على كوارث وننام على أخرى، مواطنون يمنيون تلتهمهم محرقة سعودية اشعلت في أجسادهم عنوة،طفلة في الثامنة تغتصب تحت لافتة الزواج، وتساق إلى مصيرها الفاجع بيدي أبيها، أمام تخاذل القضاء وغياب تطبيق القانون وهزالة الواقع وهزائمة، مسيرات مسيرة تخرج قسرا وطوعا تطالب بالإبقاء على حكام المحافظات في منظر هزلي لم يخطر على بال منتج اعظم افلام الكوميديا تنفيذه. مقدمة بذلك دليلا على تجويف شعارات الديمقراطية التي تتلفع بها الدولة.وخانقة مسيرة الاصلاح الذي يحبو.
< المحرقة السعودية في حق المواطنيين اليمنيين المتسللين جريمة بكل المعاني بل تعد محرقة أخدود حديثة، ثمانية عشر شابا يمنيا من اصل خمسة وعشرين تفحمت جثث البعض منهم وتهرأت أجساد آخرين حرقا حينما طاردتهم شرطة حرس الحدود السعودية وتبعتهم إلى مكمن لاذوا به عزلاً إلا من بطونهم الخاوية كما توسل احدهم، ومن ثم قامت بصب البنزين عليهم واشعال النار في اجسادهم، أن يستخدم حرس الحدود السعودي أبشع الوسائل النازية في مواجهة عزل دافعهم الجوع والبطالة للتسسل إلى أراضيها، تسقط عنها حجة حماية حدودها، إن الجريمة الشنعاء التي قامت بها الشرطة السعودية تتنافى مع الأعراف والقيم الانسانية والمواثيق والحقوق والقوانين الدولية بل ومع النفوس والتوجهات الانسانية السوية بل وتدين ادوات الضبط السعودية وعلى المملكة أن تثبت حسن نواياها واحترامها للشعب اليمني وحرصها ومصداقيتها في أخوته بعيدا عن حسابات وتواطؤات الحكام، وذلك بالتحقيق في الجريمة وتقديم المجرمين للمحاكمة وإنزال بهم ما يستحقونه من عقاب، وحتى لا تلصق بالشرطة السعودية وصمة النازية. وتعويض الضحايا اليمنيين عن مالحقهم من أضرار، لن تفي بتعويضها أموال الدنيا ولكنه إحقاق الحق.
أما الحكومة اليمنية فهي المجرم الأول الذي توجه له سبابة الاتهام.. فبؤس الواقع الذي افرزته تدابيرها هو الذي ذهب بالضحايا الجياع الى نهايتهم الفاجعة، حينما لم يجدوا أدنى مفردات الحياة الكريمة في بلدهم، وعلى الدولة الآن أن تغسل وجهها ولو بمسحة، وأن لا تسكت على ما تعرض له مواطنوها، وأن تسرع بالقيام بعلاجهم على أعلى مستوى وتعويضهم عن ما لحق بهم من أضرار جسدية ونفسية، واتخاذ موقف حازم تجاه الطرف السعودي بما يعيد للمواطن اليمني كرامته وعزته ويحفظ له مكانته بين اشقائه بعد أن يثبتوا أنهم اشقاؤه فعلا، وحتى لايتجرأ علينا الآخرون حد احتقارنا واسقاط انسانيتنا ومعاملتنا كأدنى نوع من الحيوانات تنصب لها المحارق لإبادتها. وكرامتنا من كرامتك يادولة.
وللكارثتين الأخريين مقام آخر يطول حديثنا فيه وحديثنا.....ممتد
hudaalattasMail
حنايا
2008-05-01