صنعاء 19C امطار خفيفة

اعتراف آخر تمشياً مع اختيار محسوب

2007-05-03
اعتراف آخر تمشياً مع اختيار محسوب
اعتراف آخر تمشياً مع اختيار محسوب - سامي غالب
غداً الخميس يبدأ موقع «نيوز يمن» الإخباري عامه الثالث.
كان الزميل نبيل الصوفي دشن الموقع في الثالث من مايو 2005، في اليوم العالمي لحرية الصحافة، في اختيار محسوب، يعبِّر عن حساسية فائقة حيال الزمن والبشر.
اختيار محسوب للحظة البدء في مغامرة محسوبة، فنبيل الطالع، مثلي وعشرات غيري، من ينبوع الإعلام الحزبي، كان واعياً بأن الحكم على موقعه الإخباري القادم سيظل لأمد طويل محكوماً بتوابع افتراقه عن موقعه الحزبي السابق، وأن المهنية التي ينشدها ستخضع لاختبارات قاسية، من جهات لا ترى في المهنية إلا نقصاً في المناعة الأيديولوجية، وإلا فإنه العصيان يستوجب الاحتواء، توطئة للإجتثاث.
كذلك الحال على الضفة المقابلة، حيث الاستقلالية مسألة عصية على الفهم، فالإنفكاك عن رابطة حزبية، يساوي لديها الانخراط في ولاءات جديدة، تتقدم فيها المصالح محض الشخصية والغرائزية.
الثابت أن موقع «نيوز يمن» يقيم رغماً عنه، كما منابر مستقلة أخرى، في منطقة التباس في وعي السياسي اليومي: سياسي اللحظة الراهنة وعدوها في آن، حيث التجريب في حقل الاستقلالية يعادل التجديف والهرطقة. كذلك يدخل «نيوز يمن» عامه الثالث تطارده لعنات «المصطفين» وتخرصات «السُفليين»، على السواء.
على أن للمهنية والاستقلالية ضريبتها، ولو ألقى الزملاء في موقع «نيوز يمن» بحمولة المهنية ومسؤولياتها عن كاهلهم لأحالوا أولئك المطاردين إلى طرائد. لكن تهرباً ضريبياً من هذا القبيل يعني إجهاض حلم وكسر مسار، فالانشغال في صد حملات هؤلاء، يعني إدارة الظهر للمستقبل، والإقامة في الماضي.
غداً يحل اليوم العالمي لحرية الصحافة، متيحاً فسحة تأمل ومراجعة، وفيه يكون زائرو «نيوز يمن» قد تعدوا الرقم 12 مليون زائر. ومحسوب للزميل نبيل الصوفي وفريق عمله أن «نيوز يمن» يتصدر وسائل الاعلام من حيث كونه المرجع اليمني الأكثر مصداقية لوسائل الاعلام والمراكز البحثية خارج اليمن. وكذلك حاله في اليمن وإن كان من المفيد لفت عناية القارئ إلى أنه الموقع الأكثر عرضة للسرقات، البريئة منها والدنيئة!
غداة الثالث من مايو 2005 نشرت «النداء» أول خبر منقول من «نيوز يمن»، إيذاناً بمحطة جديدة في لقاء ممتد جمعني بنبيل الصوفي. وإذا اقتبست من الروح التي كتب بها الزميل القدير خالد سلمان عن «النداء»، فإن لدي، أنا سامي غالب، ما أعترف به في مقام الاحتفاء باليوم التالي (!): الخميس الثالث من مايو.
في أشد اللحظات قتامة التي عاشتها «النداء»، وبخاصة يوم وأد عددها الأول، كان نبيل يتكرم، كما الصوفي، صاداً بتحديه وعناده أية نفثه يأس تخرج من حسابات واقعية لمآل مجابهة بين صحيفة عزلاء وعدو فائق القدرة والتسليح. كذلك قاتل ذو الكرامات لتنبعث «النداء» من الرماد.
وعشية الانتخابات الرئاسية كان نبيل من أصحاب الدور الأول، تماماً كما أعضاء أسرة «النداء»، في تصنيف «النداء» الصحيفة الأكثر استقلالية في تغطية حملات المرشحين. إذ أن التقارير التي زوَّد بها «النداء»، هو والزميل العزيز رشاد الشرعبي، عن حملتي المرشحين علي عبدالله صالح وفيصل بن شملان، كانت، كما أرجَّح، أحد أهم المؤشرات في تصنيف تغطية «النداء» إيجابياً من قبل فريق الرقابة على أداء وسائل الاعلام الرسمية والأهلية في مرحلة الدعاية الانتخابية.
في اليوم العالمي لحرية الصحافة عليَّ أن أساير أختيار «نبيل» المحسوب لتوقيت إطلاق موقع «نيوز يمن» الإخباري، ولست أجد تحية للزميل العزيز أبلغ من إشهار فضله وموقعه على «النداء» وعلى الصحافة المستقلة.
Hide Mail

إقرأ أيضاً