رغبة جامحة في زرع الابتسامة على وجه المعاق - عيدي المنيفي
اعترافاً بحقوق الطفل المعاق وايماناً بطاقته وقدراته المحددة، وبأن من حق الطفل المعاق ان يحصل على الخدمات التي يحتاجها من خلال تبني نظام تأهيل يمكنه من ممارسة حياته ويساعده في تحقيق التكيف والاندماج الشامل مع البيئة المحيطة به ليصبح على قدم المساواة مع الاطفال الآخرين؛ انطلقت مؤسسة «الحق في الحياة» للشلل الدماغي كأول مؤسسة إنسانية أهلية غير حكومية لتولي اهتماماً خاصاً ورعاية متميزة للاطفال المصابين بالشلل الدماغي.
وبرغم أنها (المؤسسة) لم ينقض منذ ميلادها سوى اشهر لا تزيد عن عشرة إلا أن القائمين عليها يؤكدون أنهم يقدمون خدمات جليلة للأطفال المعاقين عن طريق نخبة من الاساتذة اليمنيين والاساتذة العرب والمصريين منهم خاصة. حين سمع الأهالي عن المؤسسة دفعوا بأبنائهم الذين اتضح أنهم بدأوا يتعافون وإن قليلاً بعد ان فقد اهاليهم الأمل في تحسنهم؛ إلا أن فلماً وثائقياً بالصور اكد أن الاطفال المصابين بالشلل الدماغي وضمور في الدماغ، كانوا لا يستطيعون على سبيل المثال ان يحركوا بعض اعضائهم مثل الايدي والشفاة والارجل وغيرها، وبدأوا اليوم بعد تلقيهم العلاج والتدريب، يمارسون حياتهم بشكل لا بأس به بعد ان كان البعض طريح الفراش.
إن انجاز الرسالة وبلوغ الأهداف يكمن في العمل التخصصي لتقديم افضل الخدمات لاطفال الشلل الدماغي كماً ونوعاً، وتوفير سبل تأهيليهم ودمجهم في المجتمع. ولذلك كان اول الاهداف التي تقوم لها المؤسسة: التوعية بسبل الوقاية من الإصابة بالشلل الدماغي، من خلال التدخل اللازم والمبكر وتقديم المعالجات السليمة، اضافة إلى تدريب وتأهيل الاطفال المعاقين بمهارات متكاملة وحيوية على صعيد الدور الاجتماعي، وتحسين نوعية الحياة لهم في الاسرة والمجتمع وتبني برامج في مجال رعايتهم وتأهيلهم تتصف بقدرات وخصائص التنمية المستدامة، وبناء علاقات دائمة ومتطورة مع المراكز والجهات ذات العلاقة داخل اليمن وخارجها.
وللمؤسسة عديد مشاريع منها مشروع الدمج الشامل لطفل الشلل الدماغي في المجتمع وانشاء خط ساخن للمساهمة في تقديم الاستشارات الطبية، اضافة إلى تصميم موقع على شبكة الانترنت لنشر معلومات تهم اطفال الشلل الدماغي وأسرهم من خدمات، اخبار، تجارب، اسئلة واجابات...الخ، واصدار فلم تعليمي وكتيب عن الشلل الدماغي بهدف نشر المعلومات الضرورية واللازمة للتعامل مع اطفال الشلل الدماغي.
وتنظم المؤسسة عديد انشطة منها ندوات علمية وورش عمل لتناول القضاياوالمشكلات المتعلقة بالشلل الدماغي، وتدريب الكوادر العاملة وتبادل الخبرات (دورات في الوقاية، دورات في الاكتشاف المبكر،...) وإقامة لقاءات توعية بالخدمات المتاحة للأطفال المصابين بالشلل الدماغي، وتشجيع أسرهم لتكوين جماعات دعم اسرية فيما بينهم من خلال الندوات واللقاءات المتنوعة والبرامج الموجهة، والمشاركة في الفعاليات والمؤتمرات ذات العلاقة على المستوى المحلي والدولي.
يتبع المؤسسة مركز «الأمل» للعلاج الطبيعي المكثف، ويعتبر المركز الأول في اليمن المتخصص في علاج حالات الشلل الدماغي ويستخدم احدث التقنيات الأوروبية (بدلة الفضاء، الجهاز العنكبوتي، والجهاز المعلق،...) متبعاً خصوصية البرامج والخطط العلاجية بحسب كل حالة.
وتعمل المؤسسة من خلال الاقسام التالية: الاستشارات الطبية المتخصصة، العلاج الطبيعي، التربية الخاصة، تأهيل المعاقين، والعلاج الترفيهي.
في الخامس من ابريل 2007م اعلنت مؤسسة «الحق في الحياة» اشهار نفسها بشكل رسمي على الرغم من أنها تعمل منذ حوالى عشرة اشهر تقريباً.
كشف الاستشاري في أمراض المخ والاعصاب الدكتور يحيى الثور ان عدد المعاقين في اليمن يصل إلى مليون شخص بينهم 30٪_ مصابون بإعاقة الشلل الدماغي، مشيراً إلى أن ٩_٠_٪_ من المصابين بإعاقة الشلل الدماغي يعيشون ضمن اسر فقيرة عاجزة عن القيام بواجبها تجاه أبنائها.
مدير المستشفى الالماني الحديث دعا إلى تضافر الجهود الحكومية والخيرية من اجل رعاية المصابين بهذا الداء، مؤكداً علىأهمية انشاء مراكز متخصصة لرعاية وتأهيل المصابين بإعاقة الشلل الدماغي كونها اصابة تصعب معالجتها في كثير من الاحيان.
حديث د. الثور جاء في حفل الاشهار لمؤسسة «الحق في الحياة» والمعروفة اختصاراً بـ«رتل».
يومها قالت نور باعباد وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية أن وجود «رتل» مهم باعتبار ان الشلل الدماغي لم يصل إليه الدعم الاجتماعي والعمل الخيري حتى الآن رغم المعاناة الكبيرة التي يعانيها الاطفال المصابون بهذا الداء واسرهم العاجزة عن معالجتهم.
من المؤمل أن تقوم «رتل» ببعض الانشطة الهادفة إلى رعاية وتأهيل المصابين بهذه الاعاقة وتزويدهم بمهارات متكاملة وحيوية على صعيد الدور الاجتماعي في سبيل تأهيليهم ودمجهم في المجتمع وتنظيم ورش عمل لتناول القضايا والمشكلات المتعلقة بالشلل الدماغي وتدريب الكوادر العاملة وتبادل الخبرات.
واشارت باعباد الى سورة «عبس وتولى» قائلة إنها اكبر دعم من الخلاق عز وجل للمعاقين، إضافة إلى ما كرسه الرسول صلى الله عليه وسلم في سلوكه تجاههم وخاصة قصته (ص) مع ابن أم مكتوم.
«رتل»، التي يرأسها الدكتور نجيب غانم وزير الصحة الاسبق وتديرها الدكتورة أروى ثابت، استعرضت في حفل الاشهار، كيفية معالجة الاطفال المصابين بالاعصاب وتقويتها وانشطة المؤسسة وما تقوم به من جوانب انسانية تعمل على إعادة تأهيل المعاق ودمجه في المجتمع.
«سوياً نزرع الابتسامة» هو الشعار الذي رفعته وترفعه المؤسسة، وهو ما اكدته امة السلام الحاج في كلمتها عن اولياء امور الطلاب المعاقين، الذين قالت انهم كانوا يعانون الكثير ومعاناتهم تكبر لكن الله هيأ لهم قلباً رحيماً خفف من معاناتهم في التعامل مع اطفالهم والدليل ان تحولاً للأحسن ظهر على الأطفال المعاقين.
aalmonify
رغبة جامحة في زرع الابتسامة على وجه المعاق
2007-02-21