صنعاء 19C امطار خفيفة

المعارضة تفاوض إدارة قناة «حوار» الفضائية لبث برامجها الدعائية

2006-08-22
المعارضة تفاوض إدارة قناة «حوار» الفضائية لبث برامجها الدعائية
المعارضة تفاوض إدارة قناة «حوار» الفضائية لبث برامجها الدعائية
- سامي غالب
تدخل العملية الانتخابية اليوم مرحلتها الحاسمة مع بدء الدعاية الانتخابية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية، وسط مخاوف من أن تؤدي الحرب الإعلامية الملتهبة بين المؤتمر الشعبي العام والمعارضة الى اضطرابات وأعمال عنف (انظر تصريحات روبن مدريد في مكان آخر).
وأجازت اللجنة العليا للانتخابات، مطلع الأسبوع، البرنامج الانتخابي للرئيس علي عبدالله صالح، مرشح المؤتمر الشعبي العام، وأبدت تحفظات على بضعة فقرات من برنامج منافسه فيصل بن شملان، مرشح اللقاء المشترك.
وقال عبده الجندي، رئيس قطاع الإعلام في اللجنة العليا للانتخابات: إن اللجنة لاحظت تجاوزات لمحددات الدعاية الانتخابية في برنامج بن شملان، وأوضح في تصريح لـ"النداء" أن بعض الفقرات والعبارات في البرنامج "تنطوي على تدليس وتجريح ومبالغات" من شأنها تضليل الرأي العام.
وأضاف أن اللجنة وجهت مذكرة الى مرشح اللقاء المشترك تطلب إحداث تعديلات على الصيغ وإيضاحات لمؤشرات احصائية وردت في البرنامج دون إشارة الى مصدرها. وأشار على وجه الخصوص الى ما أورده البرنامج من أن معدل البطالة في اليمن بلغ 43%، وأن نسبة السكان تحت خط الفقر 59%، وأن إيرادات الخزانة العامة تربو على تريليون ريالاً، تم التلاعب بها.
وإذ رأى أن بعض العبارات في البرنامج تنطوي على تجريح كالإشارة إلى أن اليمنيين «عاشوا 28 سنة من الأنين والمعاناة"، شدّد على ضرورة إعادة صياغة هذه العبارات بما يخفف من حدتها.
وسئل عمَّا إذا كانت اللجنة اعتمدت معايير موحدة تجاه برامج المرشحين الآخرين، فأوضح أن القطاع القانوني في اللجنة رفع تقريرتقييمياً عن برامج المرشحين بمن فيهم مرشح المؤتمر علي عبدالله صالح.
وأفاد بأن اللجنة العليا أقرت توجيه مذكرة اخرى الى المرشح المستقل أحمد المجيدي، تطالبه بإسقاط عبارة في برنامجه تصف الأحزاب بأنها "بلا أخلاق".
وبشأن برنامج مرشح المؤتمر قال إن تقرير القطاع القانوني انتقد تعهد المرشح علي عبدالله صالح، بتوفير التعليم المجاني للجميع، إذا أن الدستور ينص على مجانية التعليم في المرحلة الأساسية فقط، لكن اللجنة العليا في اجتماعها قدَّرت عدم وجود تجاوز في تعهد الرئيس "لأن القصد منه تقديم مصلحة للناس".
عما إذا كان اعتراض لجنة الانتخابات يمتد الى وسائل الإعلام الأهلية والحزبية، قال الجندي إن اعتراضات اللجنة متعلقة فقط ببث البرنامج في وسائل الإعلام العامة، ما يعني السماح بنشر البرنامج كاملاً في وسائل الإعلام غير الحكومية.
 وتحظر المادة (38) من قانون الانتخابات "القيام بأية دعاية تنطوي على خداع الناخبين أو التدليس عليهم، كما يُحظر استخدام أسلوب التجريح أو التشهير بالآخرين".
وعلمت "النداء" من مصادر في اللقاء المشترك أن فيصل بن شملان قام صباح الاثنين بتسجيل متلفز لبرنامجه الانتخابي في مقر اللجنة العليا للانتخابات.
وأكد علي الصراري، رئيس اللجنة الإعلامية في حملة مرشح المعارضة أن بن شملان سجل برنامجه كاملاً.
وحول رد المعارضة على ملاحظات لجنة الانتخابات، شدَّد على أن المعارضة "لن تقبل بها لأن برنامجنا لا يتضمن تجريحاً وليس من حق أحد تنصيب نفسه وصياً علينا".
الصراري استغرب في تصريحات لـ"النداء" تجاوز لجنة الانتخابات حدودها وتصديها نيابة عن المؤتمر الشعبي العام لأي نقد يوجه لمرشحه" وإذ نفى أن يكون البرنامج قد تعرض بسوء الى شخص الرئيس صالح، أشار الى أن مؤسسات دولية تدعم الحملة الديمقراطية في اليمن انتقدت موقف اللجنة العليا للانتخابات، ونصحت اللجنة بعدم اقحام نفسها في برامج المرشحين. ونقل عن ممثلين للمعهد الديمقراطي والاتحاد الأوروبي قولهم لأعضاء اللجنة: "إذا كنتم تعتقدون أن المؤشرات الواردة في برنامج مرشح المعارضة مغلوطة فإن بقاءها سيصب في صالح مرشح المؤتمر".
وحدث تطور آخر مساء الأحد عندما أبلغت اللجنة العليا للانتخابات أحزاب اللقاء المشترك بإلغاء عقد مهرجان انتخابي لابن شملان كان مقرراً في ميدان السبعين بالعاصمة لأسباب أمنية، ولقرب المكان من معسكر الأمن المركزي. وقالت مصادر معارضة إن مشاورات مع اللجنة أجريت مساء الاثنين أدت الى الاتفاق على نقل المهرجان الى أستاد "الثورة" على أن ينعقد نهار الخميس.
لكن علي الصراري أكد لـ"النداء" ليل أول من أمس الاثنين أن "المعارضة رفضت طلب اللجنة"، ورأى أن ميدان السبعين ساحة عامة أقيم فيها عدد من المهرجانات على مدى الأعوام الماضية، وليس مكاناً خاصاً بالرئاسة، أو مراكز قوى عسكرية وأمنية.
وجدَّد تصميم المعارضة على عقد المهرجان في ميدان السبعين، "وإذا كانت اللجنة العليا تصر على أنها لا تملك السيطرة على ساحة عامة، فلتعترف بعدم قدرتها على مواجهة قوى النفوذ العسكرية والأمني".
إلى ذلك أفادت مصادر موثوق بها بأن المعارضة تجري مفاوضات مع إدارة قناة «حوار» الفضائية التي تبث برامجها عبر قمر نايل سات، إحدى القنوات الفضائية العربية لاستئجار ساعات بث يومي من القناة تخصصها لحملتها الانتخابية.
وقالت المصادر إن الحيز الزمني في القناة سيخصص لبث رسائل المعارضة الى الناخبين في اليمن، كما سيتضمن برامج حوارية تركز على إبراز أهم محاور برنامج بن شملان، ونقل صورة من معاناة اليمنيين في مجالات الفقر والأمية والفساد والقهر السياسي والإعلامي.

إقرأ أيضاً