الملوثات العضوية الثابتة (1-2)
سالم باقحيزل*
في الاربعين سنة الاخيرة تزايد الوعي بالاخطار التي تهدد الصحة البشرية والبيئة العالمية من جراء التزايد المستمر في إطلاق المواد الكيماوية في البيئة الطبيعية. وكان من نتائج تأكيد الادلة على الضرر الذي تتعرض له الصحة البشرية والبيئية تأكيد المجتمع الدولي على فئة المواد الكيميائية الخطرة (الملوثات العضوية الثابتة).
وتشكل مبيدات الآفات بعض المواد، والبعض الآخر هو كيميائيات صناعية او منتجات عرضية غير مقصودة للعمليات الصناعية او للاحتراف الداخلي.
وتتميز هذه الملوثات بالثبات والقدرة على مقاومة التحلل في الاوساط المختلفة (الهواء، الماء، التربة) لعشرات السنين، وكذلك التراكم الاحيائي والقدرة على التراكم في الانتجة الحية بمستويات اعلى من المستويات الموجودة في البيئة المحيطة بالاضافة إلى الانتقال مسافات كبيرة بعيدة عن مصدر انطلاقها عن طريق وسائط مختلفة (الهواء، الماء، الانواع المهاجرة).
تعتبر الملوثات العضوية الثابتة مركبات عضوية اساسها الكربون والكلور، يمكن ان تكون ناتجة طبيعياً او صناعياً، وهي سامة -بشكل مزمن- للانسان والحياة الفطرية، وتتجمع في الانظمة الايكولوجية وتنتقل ضمن السلسلة الغذائية. والتعرض إلى هذه الملوثات يؤدي إلى تداعيات صحية خطيرة: السرطانات، التشوهات، التحسس، الاضرار بالجهازين العصبي المركزي والمحيطي، الاضطرابات التناسلية، تعطيل نظام المناعة، ناهيك عن الآثار السلبية على البيئة والانظمة الايكولوجية وموائلها.
إدراك عدد من البلدان لمخاطر هذه المواد دفع بها إلى وضع سياسات وصكوك قانونية وتنظيمية للتحكم بعدد متزايد من هذه المواد ونظراً لانتقال هذه الملوثات عبر الحدود الوطنية وثباتها، تسعى هذه البلدان إلى اتخاذ تدابير ثنائية واقليمية متعددة الجنسيات وبحلول اوائل السبعينات لوحظ انه لم تتحقق التخفيضات المتوقعة في المستويات البيئية للملوثات العضوية الثابتة وانه لا يمكن انتظار حدوث انخفاضات اخرى إلا باتخاذ تدابير على نطاق جغرافي اوسع بكثير مما كان. وإدراكاً من مجلس إدارة برنامج الامم المتحددة للبيئة لكون الملوثات العضوية الثابتة تشكل اخطاراً رئيسة ومتزايدة على الصحة البشرية والبيئية طلب المجلس في مايو 1995م، بأن يتم تقييم عالمي لقائمة اولية تتألف من 12 مادة من الملوثات العضوية الثابتة هي: الدرين، كلوردان، د.د.ت، دلدرين، دايكسينات، أندرين، فيورانات، سداسي كلور البنزين، سباعي الكلور، الموكسي، المركبات ثنائية الفينول متعددة الكلور، توكسافين.
ومن أجل ذلك تم وضع اتفاقية استكهولم، حيث فتح باب التوقيع عليها في مؤتمر مفوضين عقد في يومي 22-23 مايو 2001 في استكهولوم بالسويد. وقد وقعت عليها 22 دولة والمجموعة الاوروبية، في احتفال رسمي نظم في 23 مايو وبقي باب التوقيع على الاتفاقية مفتوحاً من 24 مايو 2001م حتى مايو 2002 بمقر الامم المتحدة في نيويورك.
* مدير عام الرصد والتقييم البيئي الهيئة العامة لحماية البيئة
الملوثات العضوية الثابتة (1-2)
2006-06-15