صنعاء 19C امطار خفيفة

حنايا

2008-03-06
حنايا
حنايا - هدى العطاس
"من كان كلامه لا يوافق فعله فإنما يوبخ نفسه"

ابن مسعود
وعطفا عليه كم نحن شعوب موبخة حد التعزير، وأغلب مفردات واقعنا مرائية حد الانجراح. نتحدث عن التدين بتشنج لا يبارى. والدين عدل، مساواة، إيثار، رحمة، سماحة، صدق... الخ من القيم. وحينما نقرأ مقابلات الواقع الذي يفترض به متدينا، نرتطم بالظلم، الأنانية، التفرقة، الحقد، الرياء، القسوة، التعصب... الخ من المذمات. اختزل التدين في قشور الاستعراض: غطاء رأس، وتطويل لحية، وزمّ ما بين الحاجبين، والاستعاذة حين هبوب ما يشي بامرأة قادمة في الطريق، والتنديد والتهديد بتغطية العورات. و"العورات" في لسان العرب هي العيب، وحشرت المرأة بين قوسي العورات، كعيب يجب ستره، منافين بذلك عدل الله في خلقه، ولا يتوافق حتى والنزوع الإنساني.

يتحدث حكامنا عن مصلحة الوطن والمواطن والديمقراطية والتنمية والأمن ومحاربة الفساد وكل مصفوفة التدبير السياسي (من الدبور)، بينما يجترحون في حق الوطن والمواطن صنوفا من الاضطهاد واللامساواة والفساد والإفساد والترهيب والتجهيل ونهب الثروات وإفقار الوطن وتجويع المواطن.

نتحدث كأفراد ومؤسسات ومنظمات مجتمعية نخبوية عن الحقوق والحريات والخيارات الفردية والجمعية. بينما يسقط هذا الخطاب المتنطع عند أول محك يفرز مواقفنا وصدقيتها. وهكذا لا تفتأ متواليات التوبيخ تستعرض عناوين لا تخطئها عين الواقع... وحديثنا ممتد.
 
 دفق

شمس صغيرة تشرق داخلي، من أعالي ابتسامة عينيك ينثال عشقي. ها أنا أعرف الآن أنني كنت أذرف وقتي بانتظارك، وأدور تضاريس قلبي، رأسمال العمر، في المرتجى، وعلى حين عشقك كبرت أشجاره، وها عصفور الوجد يصفق خفق جناحيه في دمي جذلا لقدومك البهي.


hudaalattasMail

إقرأ أيضاً