لبنان أكبر من هيك! - عبدالعزيز البغدادي
- إلى المناضل حسن نصر الله قائد المقاومة
المتأمل في مطالب المعارضة الوطنية اللبنانية يلحظ قدراً كبيراً من الوعي السياسي والوطني أعتقد شخصياً أنه (أي هذا الوعي) قادر على تحصين لبنان والدفع به نحو الخروج من نفق المحاصصة التي يستغلها مجموعة هم أقرب للعصابات منهم للقوى السياسية التي تمثل مراكز القوة أو اطراف اللعبة السياسية. نعم، هم الممسكون حتى الآن بتلابيب لبنان. ولكن هذا اللبنان العصي على الموت كما وصفه المناضل الحر حسن نصر الله، أعتقد أنه بات مرشحاً للخروج من هذا النفق.
فقط يحتاج إلى مزيد من الصبر ومزيد من الوعي وسوف يفوز رهان الوطن على رهان العصابات واللصوص.
الأنظمة العربية الفاسدة جميعها ترتعش خوفاً من انتصار خيار الوطن والمواطنة في لبنان، لأن انتصار لبنان في معركته السياسية هذه التي يخوضها من خلال اعتصام معارضته، السلمي، المفتوح، ومطالبها العادلة والبسيطة والواضحة جداً، بعد أن انتصرت مقاومته وانتصر هو من خلالها وبها على أعتى قوة شريرة في هذا العالم هي قوة الآلة العسكرية الصهيوأمريكية في حربها التدميرية الأخيرة والتي استخدمت أفتك أنواع ومبتكرات أمريكا الحربية ضد المدنيين الآمنيين في جنوب لبنان والضاحية ومعظم أجزاء لبنان الصغير جغرافياً والذي صار بمقاومته الأقوى في العالم دون مبالغة، مظهراً بذلك حقيقة أن المقاوم الحر المؤمن بقضيته وامكاناته وعقيدته، لا تستطيع أي قوة في العالم أن تهزمه، وهذا أحدث درس عملي في التاريخ بهذا المعنى!
ومما يثير دهشة المتأمل أن حكومة فؤاد السنيورة تتعامى عن رؤية حقيقة أن أغلبية الشعب اللبناني في الشارع تطالبها بالرحيل، وهذه الحكومة تقابل كل هذا الحجم من المعارضة السلمية الواعية بتجاهل في منتهى الغباء. لا، بل وتتحدث عن أنها الحكومة الشرعية.
ترى من أين تستمد حكومات العالم في البلدان الديمقراطية، أو التي تدعي الديمقراطية شرعيتها؟ أليست الديمقراطية في معناها المباشر والواضح تعني «حكم الشعب نفسه بنفسه»؟ وهل الشرعية صنم يتم اختطافه والاستحواذ عليه ووضعه في متحف الحكم؟!
قد يخطئ الشعب مثلاً فيضع ثقته في حكومة ما، ثم أن هذه الحكومة تمارس عملاً خارج المشروعية القانونية أو الأخلاقية أو المطلبية فلا تحقق مطالب الشعب، ثم يرى أنها قد خرجت عما يريد منها أن تفعله، ألا يحق للشعب أن يتراجع إن أخطأ في اختياره أو كذبت وعودها ويستبدلها بحكومة أخرى؟!
ثم أن مطالب المعارضة اللبنانية مطالب في غاية التواضع وتحمل عدة خيارات كلها واضحة، منها الخيار الأخير اجراء انتخابات مبكرة، ولسبب بسيط هو أن العديد من الأطراف اللبنانية لم تعد لديها ثقة بهذه الحكومة، واعتقد أن لولا شهوة التسلط لدى هذه الحكومة ولولا أنها تعرف أنها لا تمثل الأكثرية كما تصف نفسها لما تشبثت بهذه المواقف ولعرفت أنها ستخسر من موقفها هذا أكثر. والواضح والله أعلم أن الحكومة اللبنانية شأنها شأن الكثير من الحكومات في الوطن العربي قد اختطفت الشرعية بالإحتيال أو بالتراضي مع اطراف اخرى، مستغلة تسامح واعتدال حزب الله وزهده في السلطة وهو الذي تنازل عن كثير من مقاعده بغرض حماية الوحدة الوطنية وتجنباً للخلافات، أي نوع من الخلافات.
نعم، اختطفت الشرعية وتستعين بالخارج الأمريكي الذي يستخدم أدواته العربية التي يسميها العدو الصهيوأمريكي بقوى الإعتدال، ويسميهم أحرار العرب قوى العمالة.
وإذا كانت هذه الحكومة ومعها من تستعين بهم تراهن على ضعف المقاومة العربية للمخططات التي تستهدف وجودهم، فإن لبنان هذا الذي تراه كونداليزا رايس صغيراً، أثبت بقوة مقاومته أنه أقوى مما تتصور هي تابعيها ومن تتبعهم.
لبنان أكبر من هيك!
2007-07-12