صنعاء 19C امطار خفيفة

كتابة  في الظلام

     لا شَكَّ أنَّ لغتنا العربية رائعة وراقية وجميلة، لكنها أيضًا لها مشاكلها الخاصة التي لا تخلو منها أي لغة؛ لا سيما عيوبها الكتابِّية. 

 
وإذا ما تأملنا حروف العربية سنجد  في صور بعضها تشابهًا كالباء والياء والتاء والثاء والنون فـ «بُسْر» مثلاً قد تتصحف إلى «يُسْر»، و«يحسبون»، قد تصير إلى «يحسنون»، وعلى هذا فقس. هذا فضلاً عن مشاكل نطق مفرداتها بشكل صائب وسليم، حيث يذكر بعض الباحثين في ترقية الكتابة العربية وحل مشاكلها أنَّ لفظة «ملك»، تنطق بوجوه كثيرة قد تبلغ زهاء السبعة عشر وجهًا.
 
ثم إنَّ التصحيف والتحريف في العربية قد تنحو في معانيها إلى معانٍ أُخَر تثير اللبس، وربَّما الحبس، ولا تخلو أيضًا من الطرافة والمتعة والضحك.
 
يفرق بعض اللغويين بين التصحيف والتحريف. فالتصحيف يختصَّ بالحروف المُعْجَمة (المنقوطة)، والمهملة (الحروف التي تخلو من النقط): كالشين والسين، والزاي والراء، والباء والتاء والثاء، والجيم والخاء والحاء، والذال والدال، والضاد والصاد، والطاء والظاء. أمَّا التحريف فيصيب بقية الحروف.
لم يسلم حتى القرآن الكريم من داء التصحيف. فيذكر السيوطي في (تدريب الراوي) أنَّ عثمان بن أبي شيبة؛ وهو من أئمة الحديث قرأ: (جعل السفينةَ  في رِجْل أخيه)، فلمَّا قيل له: إنَّمَا هو (جعل السقاية  في رحل أخيه)، ما كان جوابه عليهم إلا قوله: أنا وأخي أبو بكر لا نقرأ لعاصم. (2/ 195).
وهَبْ يا عثمان أنك لا تقرأ لعاصم، أيستقيم  في عقلك هذا الهراء الذي تقوله؟!
وبهذا يتبين أنَّ الزمخشري لم يتجنَ على أهل الحديث حين قال:
 
وإنْ قُلتُ مِنْ أهلِ الحديثِ وحزبهِ
 يقولونَ: تيسٌ ليس يدري ويَفهمُ 
 
وقد سبقه المعري -رحمه الله- بقوله:
لنا خالقٌ لا يمتري العقلُ أنهُ قديمٌ
فما هذا الحديثُ المُولَّدُ؟ 
 
وقال ابن شهاب منتقدًا الوهابية:
 
وتسموا بأهل الحديثِ وهاهم
لا يكادونَ يفقهونَ حديثا 
 
وإذا ثبت داء التصحيف والتحريف لألفاظ ومعاني القرآن الكريم، فليس بغريب أن يصاب بهِ الحديث النبوي أيضًا، فألفَّ علماء الحديث فيهما كتبًا كثيرة منها على سبيل المثال كتاب (إصلاح غلط المحدثين)، للخطابي.
 
ولمَّا فتحت بلاد فارس، واختلط الفرس والعرب، وكانت بعض الحروف يستعصي نطقها على الفرس، كان ذلك محل تندر من العرب، ومن الأدباء بشكل خاص، فيذكر الجاحظ في كتابه (البيان والتبيين) قصصًا طريفة عن هذه الظاهرة حتى تلك التي أثِرَت عن بعض الصحابة كصهيب الرومي -رضي الله عنه- الذي يصفه الجاحظ بأنه كان يرتضخ لكنةً رومية فيقول: «إنك لهائن». يريد إنك لخائن.
 
ويذكر عن أزدا انقاذار ذي اللكنة النبطية أنه كان يجعل الحاء هاءً، وأنه أملي على كاتب له فقال: اكتب «الهاصل ألف كُرّ». (الكُرّ: مكيال يكال به الطعام). فكتبها الكاتب بالهاء كما لفظ بها أزدا، فأعاد عليه الكلام، فأعاد عليه مثل ذلك، فلما فَطِنَ المملي لاجتماعهما على الجهل قال: «أنت لا تُهْسِن أنْ تكتب، وأنا لا أهْسِن أنْ أُملى».
 
ويذكر أنَّ مولىً لزياد بن أبيه قال له ذات مرة: «أهدوا إلينا هُمَار وَهْش». يريد حمار وحش. فقال زياد  أيُّ شيء تقول ويلك! فقال: «أهدوا إلينا أيرًا». يريد عَيْرًا. فقال زياد: الأول أهون". (1/ 95- 96). 
 
وكان قريبًا لي يعمل  في «صحيفة الثورة»، في المطبعة، ويأتي له السائق التابع للمؤسسة بالسيارة إلى البيت منتصف الليل لاصطحابه، وكان السائق يقوم بضرب الجرس ضربًا شديدًا مزعجًا بشكل متوالٍ حتى يوقظ النائم الذي لا يَعْتَم أن يقوم مسرعًا لإضاءة السراج الخارجي، ليشعره أنه  في الطريق إليه، ثم يغسل وجهه على عجل ويخرج.
 
كانت المطبعة حينها على هيئتها البسيطة؛ حيث تُرصُّ الحروف ويتم وضعها وترتيبها عند الطباعة بواسطة طبَّاعين مختصين.
 
ولأنَّ أكثر الطباعين والخطاطين كانوا  يتناولون القات، وربما غالب بعضُهم النوم ليلته كلها، فلا يجد إليه سبيلاً، حتى إذا حانت ساعة العمل، سَقطَ عليه النوم اللذيذ؛ فيستسلم له لكن  لا يلبث أن يوقظه صوت الجرس المدوي، فيخرج من فوره كالسكران.
 
في تلك الفترة حصل خطأ طباعي أيام الرئيس الغشمي، فقد نزل عنوان بالمانشيت العريض على الصفحة الأولى من الصحيفة: 
«الغشمي يَسْكَر»، بدل الغشمي يَشْكُر. وحُبِسَ حينها مسئولو الصحيفة على ذمة ذلك الخطأ الطباعي، وكذلك الخطاط.
وفي دورة حضرتها قبل سنوات التقيت بزميلة من عدن صارت تعمل بعدها  في الـ BBC، وكان لا بدَّ حِينها مِنْ إنشاء مجموعة على الهواتف، وتبادل الأرقام بين المشاركين؛ فشدَّدَتْ هذه الزميلة على ترك مراسلتها برسائل لا فائدة منها؛ تلك  التي تتسم بالوعظ السخيف، والدعوات الطويلة العريضة التي يُنسِى آخرها أولها؛ نحو:«اللهمَّ إنَّ لي أخًا/ أختًا...»، أو تلك الصيغ الواردة  في آخر الرسائل: «ربي يحفظك»،.. إلخ هذه الإكليشات المملة غير المفيدة، فضلاً عن مساوئها التي قد تأتي بنتائج عكسية.
 
صَادفَ أنَّ صديقًا لي كان يتراسل مع زميلة له بشأن موضوع يتعلق بالعمل، وأرادَ أن يختم كلامه بـ «ربي» يحفظك. فانقلبت الراء بقدرة قادر إلى حرف الزاي. ولا تسأل بعدها ماذا حصل، وأيُّ مشكلة قد أن يقع فيها هذا الأخ مع زميلته التي غضبت منه، واتخذت موقفًا حادًا نحوه. وكان صاحبنا المسكين لا يدري ماذا صنع  في ليلته الليلاء؛ حتى إذا بكَّرَ  في اليوم التالي إلى عمله، ودَلفَ إلى مكتبه مؤديًّا تحية الصباح لزملائه- تفاجأ بوجوههم عابسةً، وبنظراتهم المُزوَرَّة الحانقة، أعقبها خروج زميلته من المكتب، فاستغرب، ولمَّا سأل زميله: 
مالها فلانة؟
فأجابه: 
هذا كله بسببك!
ليش؟! إيش سويت؟!
فأخبره بقصة ليلة البارحة والدعوات الحارة الحميمية التي قام بإرسالها إليها دون قصد.
لم تسعْ صاحبنا أرضٌ ولا سماء، ولم يدرِ ماذا يصنع بفعلته الشنعاء التي لم يتعمدها، فالدعاء الذي كان يرجو بركته وحسن عائدته، صار لعنةً تلاحقه ويخشى عواقبه.
كان يحدث نفسه فيقول:
أين أذهب بوجهي عنها، وما عسايَ أن أقول لها؟
لكنه  في آخر الأمر استجمع شجاعته، وذهب إليها معتذرًا؛ ليبين لها أنَّ ما حصل لم يكن إلا خطأً غير مقصود تسبب به «الكيبورد» اللعين.
وفي أحد الأيام صباحًا، وأنا أتابع قناة إخبارية، كانت المذيعة تسأل أحد المحللين الروس ممن يتحدث العربية، فوجهت إليه سؤالاً: 
ما أسباب مسألة كذا؟
فأجابها:
«الأ... باب كثيرة ». وغَيَّر السين إلى زاي. فابتسمت المذيعة باستحياء، ونسيت السؤال التالي. 
ولستُ أدري لماذا كُلُّ حروفنا العربية تتغير إلى هذا الحرف؛ أعني حرف الزاي. إذ يبدو أنه حرف مقدس  في لا وعينا الإنساني.وفي إحدى المرات قرأت مقالاً لأحد الصحفيين نُشِرَ  في إحدى الصحف اليمنية يتحدث فيه عن المعارضة، وينتقد بحماس لقاءهم المشترك واصفًا إياهم أنهم لا يرومون من كلِّ سياساتهم إلا «اقتسام الكُعْ....ة.». أرادَ أنْ يقولَ: «اقتسام الكعكة»، فتحولت الكاف الثانية إلى لام!
وهذا إنْ دلَّ على شيء فإنَّما يدل على أنَّ المسألة الجنسية إحدى القضايا الجوهرية الملحة التي تؤرق الفكر الإنساني بعامّة، والعربي واليمني بشكل خاص، وأنَّ البشرية برمتها تدندن حولها، إلا أنَّ الشعوب الأخرى قد وجدت لها منافذَ ومصارف وحلولاً، وكان الإسلام والقرآن  في عصر النبوة سبَّاقًا إلى ذلك، فقد وجد لها سبيلاً عن طريق زواج المتعة، وعمل به كثير من الصحابة منهم ابن عباس، حتى سارت بفتواه الركبان، وقال في شأنها بعض الشعراء:
أقولُ للشيخِ لمَّا طالَ مجلِسُهُ  
يا صاحِ هل لكَ  في فتوى ابن عباس؟! 
  هل لك رخصةُ الأعطافِ آنسةٌ
تَكونُ مثواكَ حتى مرجِعَ الناسِ 
وأهل التفسير والمحدثون يذكرون مثل ذلك، كما  في صحيح البخاري وشروحه كشرح العيني الحنفي، حيث يروي البخاري بسنده: "تمتعنا على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنزل القرآن. قال رجل برأيه ما شاء".
ويذكر ابن عبد البر في «التمهيد لما  في الموطأ من المعاني والأسانيد»، بسنده إلى جابر بن عبد الله: "كُنَّا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق الأيام على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأبي بكر، حتى نهى عمر الناس عنها في شأن عمرو بن حريث". (10/ 112).
ويسوق ابن عبد البر بسنده عن "عبد الله بن عثمان بن خثيم، قال: كانت بمكة امرأة عراقية تتنسك جميلة لها ابن يقال له أبو أمية، وكان سعيد بن جبير يكثر الدخول عليها. قلت: يا أبا عبد الله ما أكثر ما تدخل على المرأة! قال: إنَّا قد أنكحناها ذلك النكاح للمتعة. 
قال ابن جريج: وأُخبِرتُ أنَّ سعيدًا قال: هي أحلُّ من شرب الماء. يعني المتعة". (10/ 114).
وفيه أيضًا أنَّ أسماء بنت أبي بكر كانت تذهب إلى جوازه؛ ولم يكن زواجها بالزبير إلا متعة، ويعمل به الشيعة الاثنا عشرية في فتاواهم؛ وهو  في أصل مذهبهم، وينسبونه إلى الإمام علي زين العابدين، والباقر، والصادق -رضي الله عنهم- وهذا ما يؤكده ابن عبد البر في «التمهيد»، وصاحب «الأزهار» الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى الذي ينسبه لجعفر الصادق.
والإمامية الآن تفتي به للمطلقات والأرامل، لكنَّ السلطة السياسية تجاوزت النصوص لمصلحة ارتأتها من تلقاء نفسها، كما تجاوزتها  في مسألة الطلاق الثلاث في مجلس واحد، وقامت بإمضائها، مع أنَّ الدليل بضدها، وقد جرت عليها المذاهب السنية الأربعة، وخالفهم  في ذلك الإمامية والزيدية، والدليل معهم. ولمَّا أفتى العلامة ابن تيمية بأنها طلقة واحدة عملاً بمقتضى الدليل، قامت عليه القيامة ولم تقعد، وتمَّ حبسه  في سجن القلعة.
 
ويذكر السيوطي  في تفسيره «الدر المنثور في التفسير بالمأثور» عن عبد الرزاق وابن المنذر من طريق عطاء عن ابن عباس قال: "يرحم الله عمر ما كانت المتعة إلا رحمةً من الله رحمَ بها أمة محمد، ولولا نهيه عنها ما احتاج إلى الزنا إلا شقي". (2/ 487).
 
وكنتُ أظنُّ قديمًا أنَّ هذه العبارة افتجرها الشيعة من عند أنفسهم حتى وقفت عليها أيضًا  في تفسير «المحرر الوجيز»، لقاضي غرناطة المفسر الكبير ابن عطية، حيث يقول  في تفسير قوله تعالى: (فما استمتعتم به منهن فآتوهنَّ أجورهن فريضة):
"روي عن ابن عباس أيضًا ومجاهد والسدي وغيرهم: أنَّ الآية  في نكاح المتعة، وقرأ ابن عباس وأبيّ بن كعب وسعيد بن جبير، «فما استمتعتم به منهنَّ إلى أجل مسمى فآتوهنَّ أجورهن».
 
وقال ابن عباس لأبي نضرة: هكذا أنزلها الله عز وجل. وروى الحكم بن عتيبة أنَّ عليًّا -رضي الله عنه- قال: لولا أنَّ عمر نهى عن المتعة ما زنى إلا شقي". (4/9).
 
ونحن إلى الآن لا زلنا نعيش ونعاني من مشكلة الكتابة أو مشكلة الجنس بمعنييهما الحقيقي والمجازي، وما ترتب على ذلك من أعراض اجتماعية كثيرة لازالت تعلن عن نفسها وتظهر بشكلٍ واعي وغير واعي في سلوكنا وأخلاقنا وأحاديثنا وسقطات ألسنتنا.
 
وبهذا يتبين أنَّ ببين اللغة مقروءةً ومنطوقةً والجنس نسبًا قويًّا وعِلاقةً وثيقة. ويتحدث النقاد الغربيون عمَّا يصطلحون عليه بـ «لذَّة النص» The desire of text؛ فاللغة الحقيقية -كما يذهبون- ليست إلا صيحات جنسية، أو صيحات ألم ذات مقطع واحد يلتصق فيها الدال بمدلوله، فيصيران شيئًا واحدًا.
وأذكر أثناء دراستي للغة الإنجليزية عبَّرتْ لأحد زملائي عن مدى شغفي وحبي لها وكان مِمَّا قلت له: لو كانت الإنجليزية امرأة، لتزوجتها. 
 
وما كان التعبير عن الزواج إلا لياقةً اجتماعية مني، وامتثالاً للسلوك الأمثل  في التعبير؛ لاحتشامي لهذا الصديق؛ وإلا فإنَّ التعبير الظاهر بالزواج ليس  في حقيقة الأمر إلا رغبةً دفينةً  في مضاجعتها. والإنجليز يعبرون عن العملية الجنسية بـ «ممارسة الحب»؛ Making love.
ولَعَّلَّ أقدم مَنْ شَبَّه العملية الجنسية بالكتابة هو أبو نواس  في أبياتٍ له يقول فيها:
وشادنٍ نَطقتْ بالسحرْ مُقلتهُ
مُزنَّرٍ إلفِ تسبيحٍ وتقديسِ
نَازعتهُ الكأسَ  في رِفقٍ أحِدُّثهُ
في زِيِّ قاضٍ ونُسْكِ الشيخِ إبليسِ
تناولَ الكأسَ من كفِّي وأنشدَني 
(حيِّ الهِدَمْلَةَ مِنْ ذَاتِ المواعِيسِ)
لمَّا سَكِرتُ وكلُّ الشَّرْب قد سَكِروا
 
وَخِفتُ صَرعتهُ إيايَ  في الكُوسِ
غطِطُتُ مستنعسًا عمدًا لأنعِسَهُ 
فاسْتَشعرتْ مقلتاهُ النومَ مِنْ كيسي
فامتدَّ فوق سريرٍ كانَ أعْجَبَ لي
على تَشعِثِّهِ مِنْ عَرشِ بِلقيسِ
فقمتُ أمشقُ  في قِرطاسهِ بِيدٍ
خطَّاطةٍ لا تعايا  في القراطيسِ
 
ولا تخفى الاستعارات والتشبيهات الجنسية التي تحفل بها أبيات أبي نواس. 
خاتمة وسؤال لا بُدَّ منه                    
في الأخير، هل علينا أن نتخلى عن الكتابة بمعنييها الحقيقي والمجازي بناءً على قرارات سلطة سياسية؛ ضاربين عُرْض الحائط نداءَ الفطرة المغروسة  في الطبيعة الإنسانية، خوفًا من الوقوع  في فتن أو مشاكل التصحيف والتحريف؟!
فالسلطة السياسية التي خالفت النصوص  في منع وتحريم زواج المتعة، هي نفسها  التي منعت الشاعر الكبير بشار بن برد عن التغزل بالنساء. تلك السلطة ممثلة بالمهدي العباسي الذي حظر على شاعر فقير ضرير مثل بشار مجرد التغزل بالنساء، ثم اتهمه بالزندقة لأسباب سياسية معروفة وقام بقتله وتصفيته؛ وهو الذي يبيح لنفسه كُلَّ أنواع الملذات، وعلى رأسها حرية الممارسة الجنسية مع زوجات ومحظيات وجوارٍ لا يأتي عليهنَّ العدّ  في زوايا قصره الكبير ببغداد.
 
 

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً