صنعاء 19C امطار خفيفة

مبخوت بن ماضي.. رجل المرحلة باقتدار

مبخوت بن ماضي.. رجل المرحلة باقتدار
مبخوت بن ماضي( منصات التواصل)

وسط تحديات سياسية واقتصادية معقدة تعيشها محافظة حضرموت، ومع انهيار متسارع في منظومة الدولة في مختلف المجالات، يبرز الأستاذ مبخوت بن ماضي كمثال للقائد الحكيم الذي يتعامل مع الأزمات بعقلانية واتزان، بعيدًا عن الانفعال أو التشنج، في ظل مرحلة حساسة ودقيقة تتطلب رجال دولة من الطراز الرفيع.

 

- الحكمة والرؤية في إدارة المحافظة

 
منذ توليه منصب المحافظ، أظهر بن ماضي أنه ليس مجرد مسؤول إداري، بل رجل دولة يدرك أن القيادة في زمن الأزمات تتطلب التوازن في اتخاذ القرار، والاستماع لمختلف الأطراف، والبحث عن حلول واقعية بعيدًا عن الارتجال أو القرارات العاطفية. تعامله مع القضايا الأمنية والخدمية والاقتصادية كان دومًا ينطلق من قراءة شاملة للواقع، مع استحضار لمصلحة المواطن في المقام الأول.
 

- عدم التصادم مع المخالفين

 
واحدة من أبرز سمات المحافظ بن ماضي هي سعة صدره وقدرته على احتواء المخالفين ، لم ينجر لأية مواجهات سياسية أو إعلامية مع خصومه أو مع من يختلفون معه في الرأي، بل على العكس، عمل على فتح قنوات تواصل وتفاهم مع الجميع، وفضّل الحوار والتقريب بدلًا من المواجهة والفرقة، وهو ما جنّب حضرموت كثيرًا من الفوضى والصراعات التي عصفت بمحافظات أخرى.
 

- عدم شخصنة الأحداث

 
من النادر أن تجد مسؤولًا لا يجعل من القضايا خلافات شخصية، لكن بن ماضي كسر هذه القاعدة، وتعامل مع جميع الملفات من موقعه كمسؤول يحمل همّ المحافظة بأكملها، وليس همّ الدفاع عن نفسه أو رد الإساءة، تعاطيه مع النقد والمعارضة كان يتسم بالرقي، وهدفه الدائم كان تجاوز الأزمات لا خلق أزمات جديدة.
 

- تجاهل صغائر الأمور والتركيز على الأساسيات

 
في وقت انشغل فيه كثير من المسؤولين بالردود والتصريحات الجانبية، ركّز المحافظ على جوهر العمل الإداري والخدمي. لم يلتفت للشائعات، ولم يُشغل نفسه بمعارك إعلامية لا طائل منها، بل وضع كل طاقته في تحسين وضع المحافظة في ظل شُح الموارد وتعقيد المشهد العام، كان شغله الشاغل هو ما يُفيد الناس لا ما يُرضي الرأي العام مؤقتًا.
 

- الإدارة الاقتصادية الحكيمة رغم الواقع الاقتصادي الصعب

 
الوضع الاقتصادي في اليمن منهار بشكل عام، ومع ذلك، استطاع المحافظ أن يحافظ على قدر من التوازن في إدارة موارد حضرموت، تبنّى سياسات ترشيدية، وحرص على استثمار ما هو متاح بأقصى فاعلية ممكنة. لم يكن هناك ترف في الإنفاق، بل كانت الأولويات واضحة: الكهرباء، الماء، الصحة، الأمن. وضع خطة متكاملة لتقليل الاعتماد على المركز، واستغلال ما تملكه حضرموت من إمكانيات ذاتية.
 

- مشروع المصفاة خطوة عبقرية في طريق الاكتفاء الذاتي

 
أدرك المحافظ أن الكهرباء تمثل النزيف المالي الأكبر في ميزانية المحافظة، وأن الاعتماد على الوقود القادم من خارج حضرموت يُكبّد الميزانية خسائر فادحة. لذلك، كانت فكرة إنشاء مصفاة لتكرير المشتقات النفطية محليًا خطوة ذكية وجريئة، من شأنها أن تُوفّر ملايين الدولارات وتُقلل الفساد والاعتماد على الوسطاء.
 

- تنشيط المرحلة الثانية من مشروع خور المكلا

 
رغم الظروف الصعبة، لم يغفل المحافظ عن المشاريع الاستراتيجية، ومن أبرزها إعادة تفعيل المرحلة الثانية من خور المكلا، هذا المشروع الذي يملك أبعادًا اقتصادية وسياحية وتنموية ضخمة. خطوة تعكس نظرته البعيدة، وتؤكد أنه لا يرى حضرموت فقط من زاوية الطوارئ اليومية، بل من خلال مشروع تنموي طويل المدى، يضع الأساس لحضرموت الجديدة، المزدهرة والمستقرة.
 

ختامًا:

 
بنظر كثير من المراقبين والمهتمين بالشأن الحضرمي، فإن الأستاذ مبخوت بن ماضي هو بحق رجل المرحلة. جمع بين الحلم والحكمة، وبين الحزم والرؤية. قاد المحافظة في وقت صعب، وخرج بها حتى الآن إلى بر الأمان، دون إثارة فتنة أو خلق عداوات.
 

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً