صنعاء 19C امطار خفيفة

خير الزكاة

الذين يضجون من مكبرات صوت هيئة الزكاة، وهي تتجول في شوارع وأحياء أمانة العاصمة وعواصم وقرى مختلف المحافظات اليمنية، مناديةً من يريد الزواج زوجناه، من يريد أن يبني بيتًا بنيناه له، من عليه دين قضينا عنه، من يعاني الفقر أغنيناه، يستحون على أنفسهم، ويتحملون ذلك الضجيج وإن كان فيه مفسدة يسيرة جدًا، فيجب تحملها نظير المصلحة الراجحة العظيمة التي أكرم بها أمير المؤمنين وإمام الأطهار أبو جبريل، ذلك أنه لما جاء الشيخ شمسان أبو نشطان إلى أمير المؤمنين عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، بالزكاة، وقد بلغت مبلغًا طائلًا (ثلاثة مليارات ريال -وما خفي كان أكثر)، فقال له: أنفقوها على الفقراء، فأجاب: ما عاد في بلاد اليمن كله فقراء، حتى موظفو دواوينك سيدي بلغ بهم الثراء إلى أن أعلنوا طلاقهم للرواتب طلاقًا بائنًا.

قال: فجهزوا بها الجيوش.
قالوا: إنا نستجلب أبناء رعيتكم القبائل للقتال تحت راية الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، في كل الجبهات بتعز والبيضاء والجوف ومأرب وعموم بلاد اليمن، وجيوشكم سيدي أصبحت تضاهي جيوش أكبر دولة في الدنيا، وصارت تجوب بحار العالم كله.
قال: فزوجوا الشباب.
فقالوا: من كان يريد الزواج فقد زوجناه، فقال: اقضوا الديون على المدينين.
قال: لقد قضيناها، ولم يعد في البلاد دائن ولا مدين.
فقال: شقوا بها الطرقات وأنشئوا الجسور والأنفاق.
فقال: لقد أنشأنا أنفاقًا لا حصر لها، وسراديب لا مثيل لها، ونخرنا في الجبال لشخصكم ومن يلوذ بكم سيدي كهوفًا آمنةً مريحة مكيفةً لا سبيل لصواريخ العدو الوصول إليها أبدًا.
قال: فأكثروا من إنشاء المدارس والجامعات، قال: لقد فعلنا وأعددنا الآلاف من الدورات الثقافية لترسيخ مبدأ الولاية في ثقافة الناس وإيمانهم بما جاءت به ملازم سيدي قرين القرآن.
فبقي مال، فقال: انظروا إلى أحوال إخواننا يهود اليمن ومسيحييها، فاقضوا ما عليهم من ديون، واغنوهم، ففعلوا، وبقي مال.
فقال: فانظروا الملحدين من أبناء اليمن وإلى أحفاد بلال، وانظروا ما عليهم من دين فسددوه، فقالوا قد فعلنا، وبقي مال.
فقال: اشتروا به قمحًا وانثروه على رؤوس جبال مران لكيلا يقال في زمن ولي الله وظله ابن يدر الدين جاع طير في جبال مران؛ ففعلوا وبقي مال.
فقال: أرسلوا خير الزكاة إلى إخوتنا في لبنان، فهم من أكثر خلق الله جمالًا، وأكثرهم إلى قلوبنا محبةً!

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً