"في صباح كانوني من العام 2019م، كنت مع مجموعة من الأصدقاء، بالقرب من مصحة الأمل بمنطقة البليلي في الصافية، فقررنا زيارة توفيق سيف الذي كان يستشفي فيها، بعد نوبة تعب قاسية.

حينما قابلناه، بعد جهد، كان يبدو متعافيًا، قال لنا في تلك الزيارة إنه سيخرج لاستكمال مشاريع كتابة في الفلسفة والفكر، وسيعمل على تجميع قصائده المتناثرة في الصحف والدوريات لنشرها في كتاب.

بعد أيام قليلة، من تلك الزيارة، أخرجه أحد إخوته من المصحة، ونقله إلى مدينة الحديدة حيث مسكن العائلة، فصار التواصل معه صعبًا.

تفاجأت فجر السبت 11 يوليو/ تموز، مثل كثيرين، بوفاته في الحديدة، بسبب عوارض صحية شديدة القسوة (سرطان القولون)، ولم يمته المستدام النفسي في اعتلاله الطويل".

في 25 مايو 2020، توفي في صنعاء الشاعر حسن عبدالله الشرفي الذي عُرف بغزارة إنتاجه الشعري وتنوعه بين العامي والفصيح، والتي صدرت في تسعة مجلدات كبيرة، ومن أشهر نصوصه الغنائية قصيدة "مطر مطر والظبا بينه تدور مكنه" التي لحنها وأداها أيوب طارش.

في 21 ديسمبر 2020، توفي الصحفي محمد عبدالرحمن المجاهد، رئيس مجلس إدارة صحيفة الجمهورية ورئيس تحريرها الطويل، عن 76 عامًا.

في أحد مشافي القاهرة توفيت، في 21 ديسمبر2020، الإعلامية والمختصة بالكتابة للطفل نجيبة حداد، بعد رحلة مهنية مميزة طويلة.

في صنعاء توفي، في 22 ديسمبر 2020، الأكاديمي وأستاذ علم الاجتماع عبده علي عثمان، الذي ارتبط اسمه بعملية التحديث بجامعة صنعاء، وإشرافه على عشرات الدراسات المختصة بقضايا علم الاجتماع في اليمن.

في 5 أبريل 2021، توفي عن 86 عامًا أستاذ الآثار والنقوش المعروف يوسف محمد عبدالله، الذي شغل العديد من المواقع القيادية في الهيئة العامة للآثار والهيئة العامة للكتاب، وحقق الكثير من المخطوطات المتصلة بتاريخ اليمن وآثاره.

في 24 أكتوبر 2021، توفيت في برمنجهام الشاعر فاطمة العشبي، بعد مكابدات صحية طويلة. واشتهرت فاطمة كشاعرة وسياسية ذات صوت قوي ينتصر للمرأة وقضاياها، ومن إصداراتها ديوان شعري عنوانه "إنها فاطمة"، إلى جانب سيرة مبثوثة هنا وهناك روت فيها الكثير من تفاصيل رحلتها الشاقة في الحياة، بما فيها حكاية قبرها الذي حفره الأب لها في المنزل، لأنها تمردت على أعراف القبيلة.

في يناير 2022، توفي عن 56 عامًا الكاتب محمد ناجي أحمد، بعد حادث مروري في تعز لا يخلو من شبهة القتل العمد كما قال المقربون منه وأسرته. اتسم ناجي بغزارة الإنتاج الأدبي والثقافي وقضايا الشأن العام.

في 16 مارس 2022، توفي في مدينة المكلا الكاتب الصحفي سند بايعشوت، رئيس تحرير موقع "المكلا اليوم"، الذي عُرف بمقالاته الصحافية والتحليلية الغزيرة.

توفي في مدينة عدن، في 29 مارس 2022، الصحفي والكاتب نجيب يابلي، عن 72 عامًا. قال عنه عبدالباري طاهر: صحفي قدير وقلم ساحر يمتلك مشرطًا حادًّا، ومهارة نَطَاسيّ، يستأصل العضو العليل دون شعور المريض بألم الجراحة. إنسان البساطة والتواضع يألف ويؤلف منذ الوهلة الأولى. كنت أقرأه باستمتاع شديد كواحد من أهم كتّاب المقال الصحفي.

في أحد مشافي القاهرة توفي، في 6 يوليو 2022، الكاتب الصحفي ووكيل وزارة الإعلام صالح الحميدي، الذي تميز أسلوبه بالتنوع والسخرية، وصدر له بعد وفاته كتابه الساخر "الحاكم المسخرة بين المزمار والمبخرة".

في 7 أكتوبر 2022، توفي في أحد مشافي عدن الإعلامي والمذيع جهاد لطفي، عن 68 عامًا، بعد معاناة صحية متصلة. وجهاد هو نجل الشاعر لطفي جعفر أمان.

في 28 نوفمبر 2022، توفي في صنعاء شاعر اليمن الكبير د. عبدالعزيز المقالح، وأحد أهم رموز التنوير في اليمن المعاصر. وبعد أكثر من نصف قرن على إصداره مجموعة "لا بُد من صنعاء"، مطلع السبعينيات، صار للمقالح سبع عشرة مجموعة شعرية مطبوعة، وعديد مجاميع لم تزل مخطوطة. أما المقالح الناقد والمنظر الأدبي الكبير والأكاديمي المرموق فتدل عليه قرابة عشرين مؤلفًا، ابتدأها بموضوع رسالته للماجستير التي تحصل عليها من جامعة عين شمس، في العام 1973، عن "الأبعاد الموضوعية والفنية لحركة الشعر المعاصر في اليمن"، ثم مؤلف أطروحة الدكتوراه عن "شعر العامية في اليمن"، من الجامعة ذاتها، في العام 1977، قبل أن يؤسس هذان الكتابان لمشروع نقدي كبير ومتنوع، أكثر ما يميزه أنه نقل صوت اليمن والأدبي والثقافي بشكل عام، إلى قارئ عربي كان يجهل التحولات الثقافية التي أحدثتها الجمهورية في بلد بقي معزولًا ومنسيًا وهامشًا قصيًا.

في 7 ديسمبر 2022، توفي في القاهرة الفنان التشكيلي والمعماري ياسين غالب، الذي عمل لفترة طويلة في الهيئة العامة للمحافظة علي المدن التاريخية، وأقام العديد من المعارض التشكيلية للوحاته، ومنها تلك اللوحات المستوحاة من البيئة المحلية وعناصرها المختلفة.

في العاصمة الروسية موسكو توفي، في 13 ديسمبر 2022، الدكتور أبو بكر السقاف، عن 86 عامًا. والسقاف هو أستاذ الفلسفة في جامعة صنعاء، وصاحب العديد من المؤلفات الفكرية والعامة، ومنها "دراسات فكرية ونقدية"، و"كتابات1"، و"الجمهورية بين السلطنة والقبيلة في اليمن الشمالي" الذي صدر أولًا باسم مستعار هو الدكتور محمد عبدالسلام، قبل أن يصدر باسمه الصريح بطبعة ثانية منقحة في 2020، بصنعاء، وكتاب "دفاعًا عن الحرية والإنسان"، و"آفاق فكرية وسياسية يمنية"، والأخير صدر بعد وفاته.

في 9 يناير 2023، توفي في عدن الفنان الموسيقي المايسترو نديم محمد عوض، عن 81 عامًا، بعد أن ظل يعاني لأشهر من تعرضه لحادث وهو خارج من منزله، مما أدى إلى كسر في ساقه اليمنى. والفنان نديم عوض واحد من أبرز الموسيقيين العازفين على آلة الكمان، ومن مؤسسي الفرق الموسيقية الحديثة بمدينة عدن.

في 25 أكتوبر 2023، توفي في القاهرة الكاتب الصحفي عبدالله هاشم الحضرمي، عن 55 عامًا. والحضرمي شغل العديد من المواقع التحريرية المتقدمة في صحيفتي "الميثاق" و"اليمن".

في 6 يناير 2024، توفي في صنعاء الشاعر أحمد غالب الجابري، عن 84 عامًا.. كتبت قبل وفاته عن "الشاعر الذي صهر اليمن بأصوات المطربين"، الذي أجد في تتبعاتي الاستماعية وقراءاتي المتواضعة شاعرًا غنائيًا في اليمن كتب بمعظم اللهجات اليمنية بميزة وثقافة ووعي الشاعر أحمد غالب الجابري، فهو الوحيد الذي كسَرَ حلقات ثنائية الشاعر والفنان التي ارتبطت -في تاريخ الأغنية اليمنية- بالتقاربات الوجدانية والثقافية والجغرافية بين كاتب الأغنية والفنان.

في 6 يناير 2024، توفي في العاصمة الأردنية عمان الأكاديمي والكاتب والقانوني د. ياسين الشيباني، عن 65 عامًا، بعد معاناة صحية مع ورم في الدماغ. وعُرف عن الشيباني كتاباته التحليلية في قضايا القانون الدولي، إلى جانب كتاباته في الشأن العام، والمتسمة بنزوع ساخر وسلس.

في 19 أبريل 2024، توفي في قريته بمنطقة العزاعز في تعز، الكاتب الصحفي المرموق محمد عبدالله المساح، عن 76 عامًا. والمساح هو صاحب أحد أشهر الأعمدة الصحافية لنصف قرن، وهو عمود "لحظة يا زمن"، والذي زاوج فيه بين اللغة الشعرية العالية والالتقاطات الحيوية من اليومي والمُعاش. واختار في سنواته الأخيرة الإقامة في قريته بشكل نهائي.

في 25 أبريل 2024، توفي في عدن الروائي والكاتب والمترجم أحمد عبدالله فدعق.. قال عنه د. عبدالحكيم باقيس:

"بسحنته البسيطة، المرسوم عليه كدّ الأيام وشقاء السنين، يرحل عن عالمنا بصمت حزين، وهو ملتصق بهموم المكان وأوجاعه، في مدينةٍ يبسط الحزن فيها جناحيه على ملامح الناس ووجوههم المرهقة، وحيث أمكنته العتيقة وذاكرتها المتخمة بالتفاصيل والأوجاع في سوق الطعام والزعفران والطويلة وكريتر وبقية أحياء عدن القديمة، التي تبادله الحزن ويدها مغلولة فارغة إلا من تحية وداع واحتضان أخير!".

في 8 مايو 2024، توفي في عدن الفنان التشكيلي والكاتب أحمد عبدالعزيز الذي قال عنه نجيب مقبل:

"رحل عنّا، عن دنيانا بصورة فجائية، الأربعاء الماضي 8 مايو 2024، المثقفُ والفنّان التشكيلي والمصوّر الجميل أحمد عبدالعزيز، الذي كان إلى أيام قليلة قبل وفاته يصافحنا على صفحته في الفيسبوك بصوره التي يلتقطها بصورة شبه يومية عن البيت والشارع والحي والمدينة وعن الناس والضجيج وعن الفراغ والوحدة والأشياء في وجودها القدري والعبثي، ممزوجة بنشر متقطع للوحاته التشكيلية".

في 28 يونيو 2024، توفي في صنعاء عن 77 عامًا، الإذاعي والشاعر عبدالعزيز شائف الأغبري، الذي ارتبط صوته بأهم برامج إذاعة صنعاء في عصرها الذهبي، ومنها برنامج "أفراح".

في 25 سبتمبر 2024، توفي في صنعاء الكاتب والصحفي والشاعر حسن عبدالوارث، عن 62 عامًا. بدأت علاقته بالكتابة الأدبية والصحفية وهو في مطلع العشرينيات، من موقع الشاعر، والذي ظل كامنًا فيه يتسلل إلى جمل مقالاته وأنساقها بتصاويرها الباذخة، حتى صارت أعمدته الصحافية "نص عمود"، ولاحقًا "مزهر"، سياقات متقطرة من الشعر ببلاغته وكثافته ونفاذه الآسر. أصدر في حياته مجموعتين شعريتين "حدث ذات قبلة" و"ما خفي من التفاصيل"، وكتابين احتويا بعض مقالاته، وهما "السلام تحية"، و"حديقة الحيوان اليمنية".

في 30 ديسمبر 2024، توفي في صنعاء الشاعر د. سلطان الصريمي، عن 77 عامًا. ارتبط اسم الصريمي بقصيدة نشوان الذائعة التي غناها الفنان محمد مرشد ناجي أواخر السبعينيات، وكثير من الأغاني بصوت الفنان عبدالباسط العبسي، والذي شكل معه ثنائيًا فنيًا. كان أمينًا عامًا لاتحاد الأدباء، وعضو برلمان ورئيسًا لتحرير صحيفة "الثوري" ومجلة "دروب"، ورئيسًا لمركز الكناري للاستشارات والدراسات الثقافية.

توفي بمسقط رأسه في وادي مور بتهامة، في 2 نوفمبر 2025، الشاعر واللغوي عبدالإله أحمد القُدسي، بعد معاناة صحية قاسية مع السرطان الذي داهم جسده في الشهور الأخيرة من حياته. عُرف القُدسي كأحد قراء البردوني ومصححًا ومدققًا لغويًا للعديد من الصحف الورقية والإصدارات الأخرى.

توفي بمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، فجر الجمعة 14 فبراير 2025، القاص والروائي المعروف صالح سعيد باعامر، عن 79 عامًا، بعد رحلة ذات أثر كبير في الحياة الثقافية في اليمن.. في السنوات الأخيرة عانى عن عديد أمراض قاومها بصبر وجلد كبير حتى فاضت روحه في المدينة التي تلازمت به كمبدع، عبّر عن خصائصها الاجتماعية وجمالية جغرافيتها بالعديد من الأعمال السردية، ومنها "المكلا" و"إنه البحر".

في 3 مارس 2025، توفي في مدينة عدن، عن 70 عامًا، الشاعر واللغوي والمتصوف عبدالله أحمد القاضي، صاحب مجموعة "ندى العشب الجاف" الشعرية. مات القاضي من مضاعفات طبية في القلب. والقاضي هو أحد شعراء السبعينيات المؤثرين، لكنه منذ سنوات اختار حياة الكفاف والزهد، متنقلًا بين صنعاء وتعز وقريته ببني حمَّاد.