صنعاء 19C امطار خفيفة

من ينصف المعلمين مما حل بهم من وضع خطير؟

بات الإخوة في قطاع التربية والتعليم أكثر ضررًا من الوضع الحالي الذي يعصف بالبلاد، فهم الشريحة الوحيدة التي تأذت وتضررت تضررًا كبيرًا، على مرأى ومسمع من المواطنين والحكومة والمجلس الرئاسي.

 
فالكل على علم ودراية كبيرة بما حل بهذه الشريحه التي يفترض أن تكون في راحة بال وبعيدة كل البعد عن المنغصات، بل يفترض أن يعاملوا المعاملة الممتازه حتى نرى نتائج هذه المعاملة والاهتمام، وهي قد عكست نفسها إيجابًا في مخرجات التعليم، وأن نرى كواكب مضيئة من أبنائنا الطلبه خرجوا من بين أيدي هؤلاء الأساتذة.
إن من ينظر لحال العاملين بقطاع التربية والتعليم، سيعرف أن ما حل بهم هي مؤامرة دنيئة وخبيثة كان ضحاياها أعداد كبيرة، فلم يعد العاملون بهذا القطاع هم الخاسرين وحدهم، بل إن الخساره كبيرة وصلت لأبنائنا الطلاب، وهذا نتاج طبيعي للحال الذي وصل إليه المعلمون من إهمال وإحجاف، بل إنه ظلم لا يقارن بظلم، وجرم كبير بحق المنظومة التربوية والتعليمية جمعاء.
بالله عسكري لا يمتلك حتى شهادة ابتدائية، يتقاضى راتبًا يفوق رواتب عشرة معلمين!
كيف لهؤلاء المعلمين أن يؤدوا عملهم على أكمل وجه، وهم في نهاية كل شهر يتقاضون فتات مسمى راتب، وهو لا يكفي حتى لمعيشة نصف شهر، وهو كما يأتي أنه حق شهر كامل؟
كيف لهم مع هذا الغلاء الفاحش أن يتماشوا ويكيفوا أنفسهم؟
المعلمون أمانة في أعناق الحكومة والمجلس الرئاسي.
المعلمون صبروا إلى ما فيه الكفاية. وهذا الصبر نراه قد بدأ في النفاد.
فكل ما حولهم من أشياء لا تشجع على استمرار الصبر، فهم لهم أولاد ينتظرون منهم ما يسد جوعهم من مأكل ومشرب، وليس لغرض البحبحة والتباهي.
ففينا من قرأ أو سمع عن حالات الانتحار التي لجأ إليها بعض التربويين ممن سدت في وجوههم كرامة العيش.
وكلنا رأينا أو سمعنا عمن صاروا في حالة هذيان وفقدان للذاكرة. والأسباب مجتمعة مع ما سبق ذكره، هو الظلم ولا دونه.
من هنا نرى أنه حان الوقت لإعطاء العاملين بالحقل التربوي والتعليمي، حقهم كاملًا غير منقوص.
كذلك إنصافهم إنصافًا يليق بهم على ما تحلوا به من صبر طويل.
وحان الوقت أيضًا لانتشال التعليم مما حل به بسبب هذه الفجوة التي رمت بظلالها الداكن السواد على ركن من أركان النهوض والقفز بالبلاد إلى مراتب عالية، ركن التربية والتعليم الذي أهمل إهمالًا كبيرًا.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً