هذا ما كان ينقص الدراسات العليا والبحث العلمي في اليمن! السخرية من الشهادات العليا والأكاديميين بسبب شخص نافذ لا تربطه أي صلة بالمجال الأكاديمي، قرر الحصول على شهادة ماجستير وهو جالس في قصره. في مجتمع ترتفع فيه نسبة الأمية بشكل كبير، ويحكمه في الغالب أشخاص أميون أو أنصاف أميين، تزداد هذه الظاهرة تفشيًا خاصة عندما تنهار الدولة وتتفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية.
صحيح أن هناك فئة من المنتمين للعمل الأكاديمي والبحث العلمي قد حصلوا على شهاداتهم بطرق مشبوهة مثل الشراء أو السرقة، أو عبر العلاقات الشخصية، وهم الذين يقدمون صورة سلبية عن هذا المجال من خلال فسادهم في أعمالهم وأدائهم الرديء في البحث العلمي والنشر والكتابة، مما أسهم بفعالية في تشويه سمعة الشهادات العليا.
لكن، يجب أيضاً ألا ننسى إسهام بعض الكتّاب والصحفيين في شيوع حالة السخرية والازدراء، فتمكنهم من الكتابة دفعهم للاعتقاد بأنهم أفضل من حاملي الشهادات العليا، استنادًا إلى حرفيتهم في الكتابة. كل هذه العوامل أسهمت في استهداف الشهادات العليا وحامليها، وهو أمر خطير بلا شك، لأن العمل الأكاديمي ليس مجرد شهادة أو لقب، بل هو نتاج سنوات من الدراسة والبحث المستمر، فضلاً عن أهمية البحث العلمي المعروفة في مختلف المجالات..