صنعاء 19C امطار خفيفة

انسياب أبيض

2025-02-20
أستطيع الآن
والهواء يهبُّ، والأوراقُ تتساقط،
أن أَثْبُتَ أخيرًا على الأرض،
وأُحِسَّ بأني آدمية،
كما لم أكن في أعلى الأيام!
مُسَيْطِرَة،
كل ما أحتاجه كي أطير،
هو أن تطيرَ البعوضةُ التي على كفِّي،
أنفُخ، فأدرَّ الريح!
أُطَيِّرُ وأطِير...
أنا، المُمدَّدةُ تحت شجرة،
التي سقطت من أعلى الأيام.
يا لعذوبةِ هذه الموسيقى،
التي تقطرُ من جسدي،
تعالَ المسها،
ارقُصْ مع تفاوتِ الأطوار.
كم هو عذبٌ هذا التلاشي،
هذا التلاقي،
هذا التمدُّد،
كلُّ شظيَّةٍ مني...
في مكان!
كم هو عذبٌ
هذا التمدُّدُ تحت شجرة،
وعذبةٌ أكثر
مُجاراةُ عصافيرها في التحليق،
حين أُفحمُها،
وأنا أصفُ البعيدَ بما غابَ مني.
كم هي سلسةٌ هذه الحياة،
وكأنها عودة،
لا فرق بين نفخةٍ مني والريح،
لا فرقَ
بين عصافيرَ أُفحمُها؛
حين أُحترفُ المجاز،
وأقدارٍ تُفحِمني؛
تَحترِمُ المجاز!
من ينزلقُ في الوحل،
ومن يمشي إليه،
ومن يكونه،
لا فرقَ إطلاقًا.
من يمدُّ يديه للأعلى،
ومن يمدُّها للأسفل؛
فالجهاتُ مجاز!
والمجازُ صدقٌ تَشَقَّقَ،
تَعَفَّن،
تَحلَّل،
حتى صار كذبةً.
والحياةُ،
هذه الحياةُ كلُّها عودة...

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً