صداع الجزء العلوي لمؤخرة الرأس يعني: هوسرل عالق هناك
ولكي يفلت منه الوعي
كان عليه أولًا استدعاء هيدجر، وإنجاردن، ودوفرين
ليخرج ظاهرًا من علبة سيجار ويشعلها ثقاب القصدية
نفث الدوائر في وجوههم بتأن
أخرج كانط من اعتقاده النقدي وتصوراته المسبقة
وإدوارد بولو كذلك من مسافته النفسية
مثلما استبعد نفسية أستاذه بونتي، تمامًا
بصرامة فيلسوف
رفض ثنائية ذات الواقعية، وموضوعات المثالية
لكن نَفَس السيجار الأخير لم ينجح في إداخة هوسرل..
بل دفع سارتر للكشف قائلًا:
الصورة المتخيلة لا تكون في الوعي أو مباطنة فيه
وإنما أسلوب من أساليب الوعي حينما يقصد موضوعه الفينمولوجي
أصبح وجهي تقطيبة حاجب ولم يصل فرويد بعد
يسمعه التأمل الانعكاسي وينسف الطب النفسي..
في اليمن لدينا سجائر حقيرة يا فلاسفة
إن تتبع الخبرة الجمالية أيضًا أمر ظاهراتي هنا
بدرجة شديدة الترفيه والمرح
باستثناء الأحكام المتعممة حياتنا من تصورات مسبقة
كان يمكن لبحيرة اليمن، استبدال البرع برقصة باليه ولو مُعَنفة كثيرًا
كإبراق رؤوس النصال بألم بحيرة الدم المجنحة
يفقد الرجال صوابهم في المعارك وليس
في القرب حانة
وبائعات الهوى تعبن الاختلاس
ذهب أغلبية المشاهير معاوية الرياض، وبقي
علي في صنعاء ظواهر صوتية
الخوارج دواخل..
سجاح توكلت، من كان معها شمسًا سقط يمين الجامعة
الحلم الرسولي راودها، فلا بأس
كانت خيمة الشعراء تعاقر وحل التوجس الثوري
وخيمة التحديث ماركس سني
مسيرة غاندي حياة قدمت من تعز،
إنما لم يقرأوا فيمنو واحدًا لظواهر تلك الخبرة
أسسنا الصرخة يا سارتر وجاءت ثورة الحناجر ضاجة
الصدى "مشترك" بيننا صالح
هذه لوحة الخبرة الجمالية الظاهرية لدينا
والآن نرسم وطنًا سرياليًا بنتف الأطفال المتفحمين
المدينة المثقوبة
الجبال المتعفنة
أرامل شهر العسل
صحراء التكنولوجية المسلحة في سماء اليمن
والدود المخيفة في الأرض؛ لم تنفجر بطونها بعد
التفسير النقدي بتصورات وفروض مسبقة للجنة الخاصة أمر يشبه ما قاله هيدجر عزيزي هوسرل
المثاليات ما يفعله القليل أثناء شرب الحليب بعد مغرب القات
في بوفيات غادرتها روائح الذكريات
شيوعيون وقوميون اندثرت الحداثة من رؤوسهم
يشعلون الإسلام كحل وحيد
و"لكن كيف؟" وجدت بندقًا شاغرًا..
على الأقل من متراس الشاشات الفضائية
منها، ينصعون أنفسهم مقولة تلو الأخرى
وها أنتم تشربون الخشخاش أيها الأوغاد
دون حاجة لتداول النازية بينكم
غير أن ديجولنا فر من عاصمة افتطر انتظارها مرور القائد
بصرف النظر الجمالي للغيبة
وكمعرفة ميتافيزيقية لآثار الخيبة
بقي صداع هوسرل لابدًا في رأس يمني
* إدموند هوسرل فيلسوف ألماني ومؤسس الظاهرياتية، تأثر به فلاسفة كُثر من بينهم: ماكس شيلر، وجون بول سارتر، وألفرد شوتز، وإيمانويل ليفيناس، وعلى تلميذه مارتين هايدغر.