ما زال الغموض يكتنف حادثة مقتل جنديين سعوديين وإصابة آخر داخل معسكر لقوات المنطقة العسكرية الأولى في مدينة سيئون بوادي حضرموت.
ورغم تعدد التأويلات الإعلامية، لم تتضح بعد حقيقة ما جرى خلف أسوار المعسكر، مما جعل من السهل استغلال الحادثة سياسيًا.
تعد منطقة وادي حضرموت مسرحًا لصراعات سياسية وعسكرية بين القوات الحكومية المعترف بها دوليًا والمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يطالب بمغادرة قوات المنطقة العسكرية الأولى من سيئون وتوجيهها لقتال الحوثيين في مأرب. يتهم الانتقالي هذه القوات بالخضوع لسيطرة جماعة الإخوان وقيادات حزب الإصلاح.
أمس الجمعة، قُتل جنديان سعوديان وأصيب ثالث كانوا ضمن حراسة قائد قوات التحالف العربي، أثناء تواجده في معسكر قوات المنطقة العسكرية الأولى. وأفادت الأجهزة الأمنية في حضرموت في بيان صدر عنها عقب الحادثة، أن الجندي اليمني محمد صالح العروسي من اللواء 135 هو من أطلق النار قبل أن يلوذ بالفرار.
تضاربت المعلومات حول سبب إطلاق النار، حيث رجحت مصادر محلية طلبت عدم الكشف عن هويتها. أن يكون خلافًا بين الجنود اليمنيين وحراسة قائد التحالف العربي.
وأوضحت المصادر لـ"النداء" أن عملية إطلاق النار حدثت حين كان الجنود السعوديون الثلاثة يمارسون الرياضة في ساحة المعسكر، عصر يوم الجمعة، دون أن يكون بحوزتهم أي سلاح.
وأكد صحفيون حضارم أن هناك تكتمًا كبيرًا على ملابسات الحادثة، مما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كان العمل مقصودًا أو رد فعل لشيء غير معروف.
واليوم السبت، قالت مصادر محلية بمدينة سيئون إن السلطات الأمنية ألقت القبض على الجندي المتورط في قتل الجنود السعوديين بعد مداهمة منزل في ضواحي سيئون، دون إعلان رسمي عن عملية الاعتقال. وكانت السلطات قد رصدت مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عن الجندي القاتل.
ويطالب المجلس الانتقالي الجنوبي منذ سنوات برحيل القوات الحكومية من سيئون ووادي حضرموت، واستبدالها بقوات النخبة الحضرمية المدعومة إماراتيًا. وشهد وادي حضرموت مظاهرات شعبية تطالب برحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى وكان آخرها في منتصف أكتوبر الماضي.
وأشارت مصادر محلية إلى تحركات سعودية لامتصاص الاحتقان العسكري والسياسي في وادي حضرموت من خلال تشكيل قوات "درع الوطن" لتحل محل قوات المنطقة العسكرية الأولى. وتضم قوات درع الوطن جنودًا من محافظتي حضرموت وشبوة، وتهدف إلى احتواء مطالب المجلس الانتقالي، رغم أن هذه القوات تدين بالولاء للسعودية التي توصف علاقتها مع الانتقالي بأنها غير مستقرة.