تحاول الشعوب التي تمتلك الحق المشروع في المقاومة، أن تتبنى أكثر الأساليب نبلًا ورقيًا في الدفاع عن حريتها وكرامتها. لكن، في المقابل، لا يتردد خصومها في تشويه تلك المقاومة بكل ما أوتوا من أدوات إعلامية وسياسية، إذ لا يهتم الخصم عادةً بالحقيقة بقدر اهتمامه بتدمير صورة عدوه أمام العالم.
في هذا السياق، الخصم ليس مجرد عدو عادي، بل يسعى لتجريد المقاومة من إنسانيتها وشرعيتها، مستخدمًا أسوأ أدوات التوصيف والتشويه. إنه خصم يتسم بالقبح إلى درجة تجعلك تشعر أن التعامل معه بشكل طبيعي أو منصف، غير ممكن، فهو قد تخلى عن أدنى معايير النزاهة والعدالة.
هذا الخصم لا يعترف بقيم الخصومة الشريفة، بل يرى في التلاعب بالحقائق واستخدام الأساليب القذرة وسيلة لتحقيق أهدافه، غير مكترث بقيم الإنسانية أو الأخلاق. وهنا تتجلى الصعوبة الكبرى في مواجهة هذا النوع من الخصوم، ليس فقط على مستوى المعركة العسكرية أو السياسية، بل أيضًا على مستوى المعركة الأخلاقية والفكرية.