كاذب من يصدق إعلام العدو إن النسوار مات.
السنوار حي، وسيظل حيًا في قلوب كل العرب والمسلمين، وكل عاشق للحريه في كل بقاع الأرض.
لم يمت السنوار، وسأكررها عشرات المرات، لم يمت السنوار مادامت مقاومة هذا الاحتلال النجس قائمة ومتوقدة في نشاط المقاومين لهذا الاحتلال.
كلنا على يقين أن افتقادنا بطولات السنوار ستأتي في يوم من الأيام، فهو من القادة الميدانيين، وفي المقدمة، وكما رأيناه ورآه العالم من حولنا بعد نشر تلك الصور له.
وهذا الموت، أي موت البطل السنوار، جاء مختلفًا، ويحمل آلاف الرسائل للعالم أجمع.
إذ إنه لم يمت بعمل استخباري في غرفة مكيفة بصاروخ أو طائرة مسيرة، بل مات وهو حامل سلاحه وكفنه، ويعرف أنه سيموت، وأن الموت آتٍ، لكن موته مختلف تمامًا عن الجميع، وتحديدًا في هذا الزمن الذي قل فيه وجود أبطال كالسنوار.
وعلينا أن ننظر لما خلفه هذا البطل من مآثر وبطولات لن يمحوها الزمن، فستظل كل بطولاته حاضرة بقوة.
كذلك ما خلفه من جيل لا يقبل الخنوع، ويرفض الاستلام، جيل المقاومة بكل ما تعني الكلمة من معنى.
وهذا الجيل الذي أمامنا هو جيل تربى في أكناف السنوار وبقية أبطال المقاومة، وكل هذا يعطينا التفاؤل والأمل الكبير في مواصلة ما بدأه مربوهم وقادتهم، وهذا وحده يعد كافيًا وسرًا كبيرًا لعدمية رحيل السنوار بما تركه من جيل يسير على نفس خطى من سبقوه، قاطعًا العهد على نفسه أن لا سبيل له إلا المقاومة، وما دونها هو الإذلال واستباحة الأرض وانتهاك العرض.
قضية إخواننا الفلسطينيين قضية كل الأمة العربية والإسلامية من مشارقها إلى مغاربها، بل إنها قضية كل أحرار العالم.
لومنا وعتبنا الشديد على بني جلدتنا من العرب والمسلمين، ممن يرون فظائع انتهاكات العدو بحق أصحاب الأرض، تلك الانتهاكات التي تجاوزت كل ما يمت للإنسانية بصلة، وكشفت الوجه القبيح لهذا العدو الظالم الذي لن يتوانى لحظة واحدة في ممارسة كل أصناف القتل والتنكيل بهذا الشعب المقاوم منذ فترات طويلة، ونحن نتخذ الصمت عنوانًا، وبعضنا في أحسن الأحوال يشجب ويندد. هؤلاء البعض، أما البقية وهم الأكثر لا أرى لا أسمع لا أتكلم.
عجبًا لهذا الأمة المنبطحة، وعجبًا لقادة هذه الأمة الصامتين وهم وشعوبهم لم يكونوا بأحسن حالًا.
رحم الله الشهيد الحي يحيى النسوار، وصبرنا يا رب على فراق هذا البطل العربي الأصيل.