أعود مجددًا لطرح قضية العلاقة بين الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي والشاعر عبدالله البردوني في الذكرى ال47 لاستشهاد الأول والذكرى ال25 لرحيل الثاني.
هذه المرة اترك الأمر لشهادة البردوني نفسه في المقابلة التي أجريتها معه قبل وفاته ب30 شهرا (ابريل 1998)، وفيها يشير إلى علاقته ب"الرئيس" في 3 مواضع على الأقل، وفي احد هذه المواضع يقول ان الحمدي "أراه وجها مشرقا عندما ترأس"!
عندما قابلت البردوني لم أكن قد توقفت أمام قصيدته ”صنعاء في فندق أموي" التي كتبها في خريف 1977، لكني اعرف، الان، أنه كتبها في رثاء صديقه بعد ساعات من "مكيدة" الشقيقة الكبري حسبما قال في أمسية شعرية في منتصف التسعينات (أمسية شعرية في منتدى ثقافي في قطر، والأمسية يمكن مشاهدتها عبر اليوتيوب)، وسبق للشاعر ان حذر صديقه من "المكيدة" التي تحضر له قبل سنة (1976) في قصيدته الشهيرة "خوف"، وهي القصيدة التي تحدث عنها في الحوار وهو يشير إلى واقعة حضور "الرئيس" أمسية شعرية له.
لكن قصيدته الشهيرة "السلطان والثائر الشهيد" (ديوان زمن بلا نوعية) تفصح، بلا أي نحفظ، عن انحيازه الصريح ل"الرئيس" ضدا على "القاتل" و"الملحق"!
لماذا اكتب عن رأي البردوني في الحمدي؟
لسبب بسيط ان هذا الأمر لا يصح ان يصير موضوعا للسجال او المناكفات، ف"الرئيس" و"الشاعر" في عالم آخر الآن، وما يهم اليمني الذي "في تلفته خوف وعيناه تاريخ من الرمد"هو المستقبل، وفي سيرتهما الكثير من الزاد!