بلقيس أحمد فتحي ليست مجرد فنانة يمنية إماراتية، بل هي رمز للتفاني والإبداع والتفوق في مجالها. استطاعت بلقيس أن تنسج لنفسها مسارًا مميزًا في عالم الفن، لتصبح من أبرز الأصوات النسائية في العالم العربي، إذ تركت بصمتها الخاصة في كل محطة من محطات حياتها الفنية.
ولدت بلقيس في أسرة فنية، فوالدها الفنان والموسيقار أحمد فتحي كان ملهمًا لها منذ الصغر. لكن موهبة بلقيس لم تتوقف عند الوراثة، بل صقلتها بالجد والعمل، لتثبت نفسها كصوت استثنائي تمتزج فيه القوة بالرقة، والثقافة بالجمال. لعل اللحظة التي التقيت فيها بلقيس لأول مرة قرب منزل العائلة بمدينة الحديدة في شارع المطراق، عندما كانت في سن العاشرة، لمحت منها إشارة على قدرات موهوبة كان لا بد لها أن تظهر للعالم. حتى في تلك السن الصغيرة، كانت لها هالة خاصة، وما تنبأت لها من مستقبل باهر قد أصبح اليوم حقيقة.
تميز بلقيس يكمن في قدرتها على التكيف مع متطلبات السوق الفني العالمي، وفي الوقت نفسه الاحتفاظ بهويتها العربية واليمنية. من خلال أغانيها، استطاعت أن تجمع بين التقليد والحداثة، بين الأصالة والانفتاح، ما جعلها تحظى بشعبية واسعة في دول الخليج وفي مختلف أرجاء الوطن العربي، بل حتى في دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا، حيث قدمت حفلات استثنائية تكللت بالنجاح.
الطريق إلى القمة لم يكن سهلًا بالنسبة لبلقيس. فقد واجهت العديد من التحديات، لكن ما يميزها هو إصرارها على النجاح، وقدرتها على تجاوز العقبات بثقة نفس استثنائية. في مجتمع يعتبر الفن مجالًا صعبًا للنساء، استطاعت بلقيس أن تثبت نفسها بفضل قوتها الشخصية وثقافتها العالية وحسن إدارتها لحياتها الفنية والشخصية. لم تكن مجرد مطربة تسعى إلى الشهرة، بل فنانة تحمل رسالة، وتطمح إلى الارتقاء بمستوى الفن العربي.
واحدة من أعظم ميزات بلقيس هي قدرتها على التنوع في أعمالها الفنية. قدمت العديد من الألوان الموسيقية، من الأغاني الخليجية إلى الطرب العربي، مع ملامح من الموسيقى الغربية التي أضافتها إلى أسلوبها ببراعة، ما جعلها فنانة شاملة قادرة على الوصول إلى مختلف الأذواق. ولعل إحدى أعظم لحظاتها كانت حينما استطاعت أن تغني على أكبر المسارح العربية والأوروبية، لتؤكد بذلك مكانتها كنجمة عالمية تفتخر بأصولها اليمنية والإماراتية.
لا أخفيكم.. أصبحت أتابع يوميات بلقيس أحمد فتحي على "فيسبوك"، وكلما أمعنت في ذلك الشعاع الضوئي النافذ من عينيها، تزداد ثقتي أنها خلقت كي تتميز. لكن نجاح بلقيس لم يقتصر على الصوت الجميل فقط، بل أيضًا على شخصيتها القوية وثقتها العالية بنفسها. هي مثال للمرأة العربية التي تجمع بين التقاليد والحداثة، بين الطموح والإنجاز. لم تنجح فقط في مجال الغناء، بل في تمثيل نموذج المرأة الناجحة التي تستطيع أن تحقق أحلامها دون أن تتخلى عن مبادئها أو ثقافتها.
بلقيس أحمد فتحي هي فنانة لا تكرر نفسها. هي ملهمة لجيل كامل من النساء والرجال، تؤكد من خلال مشوارها الفني أن المثابرة والطموح والثقة بالنفس هي مفاتيح النجاح. أن تراها تغني تشعر بالانتماء إلى كل ما هو جميل في الفن العربي، وترى فيها تمثيلًا حيًا للقيم الفنية الراقية.
وما يجعل بلقيس شخصية استثنائية، هو أنها لم تستغل موهبتها فقط للظهور والشهرة، بل جعلتها منصة لنقل رسالة حب وسلام وتسامح من خلال فنها. هي فنانة صنعت مسيرتها بحب، وأثبتت أن النجاح الحقيقي يأتي من خلال العمل الجاد والإخلاص للفن.
بكل فخر، نرى بلقيس اليوم تتألق في سماء الفن، تلهم العديد ممن يتابعونها ويقتدون بها. هي بحق فنانة تستحق كل تقدير ومديح، لأنها لمعت في عالم مليء بالتحديات، وأثبتت أن الإرادة الصلبة والمواهب الحقيقية هي التي تدوم.