إحنا في منطقة حدودية تبعد أقل من كيلو عن الحدود، محاصرين من كل الاتجاهات، محدش عارف عنا إشي، ولا كاميرا بتقدر توصل لرصد مشاهد الموت المنتشر بكل الأزقة، ولا سيارات الإسعاف بتقدر توصل لبيت لاهيا، وإذا تحركت ممكن توصل إلى أطراف المدينة والناس تنقل المصابين والشهداء على الكارة بجرها حمار. كل دقيقة بنسمع قصف، صار عدنا تخوف من أي عصفور طاير بالسما يكون طائرة كواد كابتر القاتلة. صرنا ما بنقدر نصلي في العراء بلاش الطيارة وإحنا ساجدين تفكرنا بنعمل إشي وتقصفنا. من خلال الصوت صرنا نطمن على بعض مين موجود من الجيران والأحباب.
الخوف قاتل على مدار الساعة، أصوات الدبابات وإطلاق النار والقذائف بكل أنواعها وأحجامها وقوة انفجارها بتزلزل الأرض تزلزل. الطيران أنزل علينا بلاغات إخلاء، ومحدش فينا عمل إلها اهتمام، هذا مش صمود تكتيكي ومكناش بنعرف أنه في إشي تكتيكي أو استراتيجي، كنا بنعرف أنه صمودنا فرض عين علينا من أول الحرب ما سمعنا حد ذكرنا ولا شكرنا ولا حتى رفع صوت الأذان على أرضنا. بيت لاهيا زرعت الأرض وأطعمت شمال غزة من محاصيلها، وعززت صمودنا.
إحنا مؤمنين بهذه الأرض، لو جعنا أطعمتنا من حشائشها.
بيت لاهيا اليوم معزولة عن العالم. لسان حال الناس فيها احمونا.
دعواتكم