شمال غزة مهددٌ بالإخلاء، وأهله الطيبون، كالأشجار، متشبثون بأرضهم رغم هدير الدمار. منذ عام، والشمال يقف في مواجهة آلة الخراب الإسرائيلية، يقف عاريًا إلا من إرادة لا تنحني، وصبر لا ينكسر. الآن، والريح تضرب الجدران المتهالكة، يأتيهم الصوت القديم: اتركوا البيوت، اتركوا الأحلام، اتركوا الذكريات... كأن التاريخ يعود ليمتحن أهل فلسطين مرة أخرى، والأرض ليست خائنة، حتّى تُسلم أبناءها إلى مصير التيه.
ما بين سماء الشمال وأرضه، والجنوب وأهله تسكن حكايات الجيل الذي رفض النزوح، الذي غرس أقدامه في تراب الوطن، وقال: لن نرحل! هنا كبرنا، وهنا سقط شهداؤنا، وهنا وُلدت أغاني الفرح الحزين. كيف نترك الأرض التي احتضنتنا؟ كيف نترك الحجر الذي نقشنا عليه أسماء من رحلوا قبلنا؟
لكن الريح لا تسمع. تهددنا بالرحيل، وكأنها تأمرنا أن نترك الذاكرة خلفنا، أن ننسى الحقول التي زرعناها بالأمل، وأن نرحل إلى المجهول. أي مجهول؟ وأي طريق يقودنا بعيدًا عن هذا التراب الذي صار جزءًا من لحمنا؟ في الشمال، كما في الجنوب، كل خطوة تحمل صرخة: لن نغادر!
التهجير ليس مجرد أمرٍ عسكري، بل هو محاولة لمحو الهوية، لمحو أثر الأقدام التي مشيت على هذه الأرض. إنهم يريدون أن يقتلعوا الذاكرة كما يقتلعون الشجر. أن يحولوا البيوت إلى ركامٍ، والقلوب إلى أطيافٍ منسية. لكننا نعرف هذه اللعبة، وقد لعبوها معنا من قبل. وسنبقى، كما بقينا، في وجه الريح.
سعيد كيلاني؛ سنبقى إلى الأبد!
هذا وعد الله علينا يا يوسف سنبقي والي الأبد في وجه النازية لن نترك مدينتا وبيوتنا ومأذن مساجدنا وقبور آبائنا وشجر البرتقال. رغم الموت في كل مكان نحن هنا باقون اما النصر وانا الشهادة .
اكتب لك والقدائف تتساقط علينا من كل إتجاه وعشرات الشهداء في الشوارع المدينة لا يمكننا دفنهم.
ادعوا لنا يا صديقي ان تكب لنا الله النجاه سنخبركم بكل شيئ وان لم يكتب لنا الحياة فهذا قدرنا فسامحونا
*شاعر من فلسطين
* نقلًا عن صفحة يوسف القدرة في الفيسبوك