رحل الحسن... سلام لروحك يوم رحلت ويوم تبعث حيًا.
سلام عليك ونسأل:
كيف يا زمن قلنا ماذا تبقى إذن؟
قلنا جدول الغد للألم. قلنا قد رحل الحسن وبقي في الحدائق والجناين من هو ألعن أبقيتهم أحياء يقتاتون يعتاشون على موائد لعبة السلم والثعبان التي يومًا كتب وظل يكتب وعن الدنيا رحل الحسن نحن أدرى بمشيئة خالق البشر هو العدل أرحم بالعباد من زوايا خباياك يا زمن... دعنا نقل لك من شدة الألم قد رحل الحسن.
بالأمس ومن هنا مر حسن...
ومن هنا كتب القلم
ومن هنا
هنا نطق الحرف
استنطق... الحجر
حين مر بالأمس من ها هنا حسن تحسس العسس جيوبهم مسدسات كاتمات الصوت تقتل الحرف النبيل على إثرها مات حسن كان باليوم يموت مرات من وجع الألم لكن القدر كان أرحم أعدل من جواسيس غوبلز فما استطاعوا اغتيال حسن اغتالته أيادي المرض.
ظل كما كان ظل يكتب... كان يدرك بحاسته السابعة أن الإنسان في اليمن رهينة الموت... كان وظل رهينة للحرب لعبث قوى تتمرس تتلبس باطلًا بالحق تغلفه بقوة البنادق والقبائل وزندقة الفعل ولعنة الحرب والعبث بحياته بحياتنا التي لم ولن تعرف الاستقرار إلا برحلة الموت الذاهب إليها قسرًا إما تحت لهيب سياط الفقر أو لهيب جهل الجاهلين بآدمية المواطن الذي لا يعتبرونه إلا مجرد شيء عابر قابل للابتزاز للانقضاض عليه بشتى الصور!
وحين كان الأجل وغيبت أفاعيل سوءات الزمن روحه والقلم تأكد قوله إن جائزة المواطن المغيب يبقى الموت تحت سياط المرض العبث اللهو بالوطن ومن فيه.
هكذا... ظل حسن روحًا تتحرك داخل جسد الوطن المثخن بالجراح بالويلات باللامبالاة... من قتلة الروح.. الحرف القلم هكذا كان كما عرفته بعد أيامنا السوداء التاليات لسواد كارثة 13 يناير 86... ويا لها سوداوية تلك المرحلة من تاريخ موت المواطن والوطن كنت وقد زدت اقترابًا من حسن أجد في ما يكتبه بعموده عودة للروح للوطن.. كان بكتب تحت عنوان: السلم والثعبان... وكيف تتسلل الثعابين سلم حياة المواطن الوطن تبث سمومها... أينما كيفما تشاء ومتى تشاء دون رادع... يردع، فالوطن مضيع بين درجات سلالم الثعبان صعودًا لمن يريده الثعبان وهبوطًا وإلغاء وتهمًا وموتًا لمن يقرر مصيره الثعبان الأكبر الذي ظل يتغول وظل قلم الحسن يلاحقه أينما كان وتحت أي مسمى صار بعدن كان بصنعاء ظل حاملًا هم المواطن الوطن... ظل يكتب يطارد الثعبان وسمومه، وكان يتغلب على قرف الحياة وألاعيب الشيطان وسمومه بالتدخين يحرق عبر دخانه المحترق آلامه... آلام وطن... لكن شيطان الدخان أنهكه أنهك جسدًا صامدًا عليلًا لتتكامل معًا مفاعيل احتراق الدخاخين واحتراق سم الثعابين في إنهاك جسدك يا حسن تمامًا كما ظلا ينهشان ينهكان جسد المواطن الوطن.
هكذا فقدناك يا حسن... فقدك الوطن يبكيك حروفًا ترثيك عيون تسقط الدمع ستظل الحسن الحرف الذي به نكتب ذات المحتوى والرسالة التي بها تذكر من ليس يتذكر يذكر هناك وطن يدمر هنا مواطن تنهشه ألسنة الثعابين تحت مسميات شتى سنظل نطاردها نكتب عنها كما كنت تكتب، ستظل روحًا لنا ترفرف ننتظر بزوغ مطلع فجرها نفرح نحزن نقول نكتب مازلت ماتزال بيننا روحًا ترفرف... قلمًا يكتب يطارد الشيطان يحطم سلمه المسمم للعقل للبدن
لروحك التحية لحرفك السلام ولقلمك نرفع الرايات نهتف ماتزال روح الحسن عبدالوارث عنوانًا لمن عن الحق الحقيقة يبحث.
لروحك السلام
لذويك والأصدقاء العزاء
للوطن قد ترك حسن قبل رحيله وطنًا مواطنًا حرفًا قلمًا عن الحق يذود... يكتب... يطارد الشيطان. هكذا كان وهكذا سنظل بعده نفعل.
يا له من وجع الرحيل، رحيلك عنا يا حسن.