بعد غدٍ الخميس عيد ثورة سبتمبر. وهذه المرة سيحتفل اليمنيون بالذكرى في زخم غير مسبوق في تاريخ هذه الثورة الاستثنائية التي نقلت الشعب اليمني في شمال اليمن إلى قلب القرن العشرين، بعد عقود من الظلم والظلمات في ظل "الحكم الإمامي الكهنوتي البغيض" بحسب توصيف ثوار سبتمبر، وهو توصيف دقيق ومحكم.

يمكن عزو الاحتفاء الشعبي غير المسبوق إلى سلوك الحوثيين خلال هذا الشهر، منذ الأسابيع الأولى! ولو أنهم لم يظهروا توترهم حيال عيد الثورة اليمنية (ثورة 26 سبتمبر) كانت الأمور لتمر بهدوء! 

الاعتقالات مستمرة منذ أسبوعين، وهي طالت بعض ممن احتفلوا بالمناسبة قبل عام في مديريات في صنعاء وإب، خصوصا في مديرية السدة في محافظة إب التي خرج منها واحد من انجب الشباب هو علي عبدالمغني الذي يعد بطل الثورة وشهيدها الأبرز في أيامها الأولى. 

من حق جماعة الحوثي أن تنتقد ثورة سبتمبر وأن تحتفي أو لا تحتفي بذكرى سيطرتها على صنعاء في 21 سبتمبر 2014 بما هو "ثورتها" الفئوية التي تخص منتسبي الجماعة ومناصريها. لكن ليس من حقها، ولا مصلحتها، ان تمنع اليمنيين في صنعاء وغيرها من المحافظات الخاضعة لسيطرتهم من الاحتفال، لأنها ستعمق العزلة التي تعيشها وتؤكد عداوتها للأغلبية الساحقة من الشعب اليمني.