تتواصل حملات الاعتقال الحوثية، بوتيرة لافتة، إذ يبدو أن الجماعة التي حاولت على مدى سنوات أعقبت اجتياحها للعاصمة صنعاء، صم أذنيها عن الاحتفال بعيد الثورة اليمنية الأم، وصلت أخيراً مرحلة فوبيا غير مسبوقة عصية على التحمل، لتعتقل كل من يشتبه أنهم يصرون على الاحتفال بثورة الـ26 من سبتمبر.
وخلال الـ48 ساعة الماضية، على الأقل، تواصلت الاعتقالات في أكثر من مدينة، بما فيها العاصمة صنعاء، ومحافظة ذمار، إذ اعتقلت في الأخيرة، الناشط فؤاد النهاري، رئيس مركز أبجد للدراسات، بعد ساعات من اعتقال أكاديميين ونشطاء آخرين، بما فيهم قيادات في حزب المؤتمر.
وامتدت الحملات إلى محافظة الحديدة، التي أقدم فيها الحوثيون على مداهمة منزل عضو هيئة التدريس في جامعة الجديدة، الدكتور عباس الحرازي، حيث اقتادته إلى جهة مجهولة. عقب، قيامه بنشر منشور عن عيد 26 سبتمبر في أحد جروبات الواتساب.
ووفقاً للصحفي بسيم الجناني، فإن الدكتور الحرازي أستاذ اللغة الإنجليزية في كلية التربية جامعة الحديدة في الستينات من العمر ويعاني من عدة أمراض مزمنة.
وكانت الاعتقالات شملت العشرات من الأشخاص في كلٍ من محافظات إب وذمار والحديدة وصنعاء (أمانة العاصمة)، وحتى محافظة عمران، شملت وجهاء وكتاب وصحفيين ونشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، جرى اقتحام منازلهم واقتيادهم إلى جهة مجهولة، جنباً إلى جنب، مع حملات تحريض، تحذر من الاحتفال بثورة الـ26 من سبتمبر. فيما يعكس حالة رعب غير مسبوقة، إثر الاحتفالات التي وقعت العام الماضي، وشهدت ملاحقات لمواطنين رفعوا الأعلام وخرجوا للاحتفال، وخصوصاً في العاصمة ومدينة إب.