صنعاء 19C امطار خفيفة

مطالب حضرموت تجري في دماء بشار وأقرانه

لا وجه للاستغراب والتعجب عندما نرى ونشاهد جميع الحضارم يلتفون مع مطالب حلف قبائل حضرموت.

 
فالكل منا رأى وشاهد منذ الأيام الأولى لإعلان الحلف هذه المطالب وتلك الحشود البشرية الكبيرة وهي تشد الرحال للهضبة، وذلك لإعلان تأكيدها المطلق مع ما تبناه الحلف من مطالب حقوقية بحتة لا تقبل الشك من مكان.
ظلت هذه المطالب لعقود من الزمن مترنحة في مطرحها، ولم تلاقِ من يتفاعل معها أو يخلص لها، وها هو حلف قبائل حضرموت الآن من أخلص لها وتبناها التبني الكامل، وها هو يستميت لأخذها كاملة مكملة مهما كلف ذلك من ثمن.
 
الشيء الجميل والملفت معًا في هذا الالتفاف هو ظهور الفتيان من صغار السن ممن لم يبلغوا بعد سن الرشد. فهؤلاء الصغار يمتلكون عزائم لا تلين، وإصرارًا عجيبًا على مواصلتهم المشوار إلى النهاية، وهذه النهاية في نظرهم هي مهما طالت إلا أنها الآتية بهذه الحقوق التي اغتصبت منا عنوة كحضارم.
 
قبل فترة كنت في الهضبة مع الوفد الكبير الذي رافق مقدمنا وشيخنا الشاب سالم مبارك الغرابي. وفي ذلك اليوم تصادف وجودنا مع وجود وفود لقبائل وشرائح مجتمعية كثيرة. ومن ضمن تلك الوفود السباقة للهضبة في تلك اليوم وفد قبيلة الهزيلي الثعينية.
 
فرأيت فيهم كبار السن وكثيرًا من الشباب مع بعض من صغار السن ممن لفتوا انتباهي كثيرًا بحماستهم، وتقبلهم مع صغر سنهم لخوض غمار النضال من أجل استعادة الحقوق الحضرمية.
 
كثير ممن رأيتهم في ذلك اليوم بالهضبة صادفتهم أكثر من مرة في مخيم الحلف بالمشقاص، البوابة الشرقية منطقة بشار، ومن بين هؤلاء الابن بشار كرامة سعيد بن توفيق الهزيلي. هذا الفتى لا يغيب أبدًا عن الحضور في كل فعاليات المخيم.
 
بشار كرامة يعد نموذجًا وجب الاحتذاء به، مع ثقتي الكبيرة من أن كثيرًا من مثل بشار في إخلاصهم وحبهم الكبير لتراب حضرموت، وأنهم أي بشار وأقرانه مستعدون لما تطلبه منهم قيادات الحلف، فهم مع صغر سنهم يعرفون أن حضرموت ظلمت ظلمًا كبيرًا، ولا بد من رفع هذا الظلم، ويعرفون جيدًا أنه لن يأتي أحد من بعيد حتى يرفع هذا الظلم الحاصل بحضرموت، بل هم من سيرفعونه.
 
هؤلاء وأمثالهم من الأعداد الكبيرة في كل أرجاء حضرموت، هم من يعطوننا انطباعًا جيدًا، بل انطباعًا أكثر من جيد بأن حضرموت في خير وعافية، ولا خوف عليها بعد الآن مادامت الأجيال القادمة نهجها وسلوكها هو الإخلاص والتمسك بالحقوق.
 
تحية أبعثها من القلب لبشار وأقرانه، وهنيئًا لحضرموت بهؤلاء الأبناء الأشد حبًا وإخلاصًا لها.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً