قبل سنوات لا أعرف عددها، قرأت في مجلة "العربي" قصة قصيرة للكاتب العراقي سلام عبود، وكان عنوانها ملفتًا.
"ليس مباحًا أن يكون المرء طويلًا في بغداد".. أتذكرها إلى اليوم لسبب لا أعرفه.
لمّح عبود في حبكته لمسألة الاغتيالات والقنص اللذين كانا شعار مرحلة ما بعد الغزو، كيف لا وهو نفسه تعرض لمحاولات اغتيالٍ أربع، قبل أن يغادر العراق نهائيًا إلى السويد.
والطول كما فهمته في سرديته، معنوي يوازي العلم، الموهبة، الثقافة والإبداع.
كثير من مثقفي وموهوبي ومبدعي العراق، كانوا تعرضوا في حقبة تصفية وتهجير العقول للقنص، إن لم يكن بالبندقية، فبالتشكيك والتهديد والترهيب وخلافه.
اليوم، تذكرت هذا، وتمتمتُ في نفسي تلقائيًا: "ليس مباحًا أن يكون المرء مبدعًا في اليمن".
لا سيما عندما أرى الحملات القاسية التي يتعرض لها الكثير من المبدعين لأنهم يحاولون الخروج عن المعتاد.
وأتورط في تحليل طبيعة اليمني التي تكره الخروج عن النمط، أو المتشككة دائمًا من وجود الإبداع في صورته الفائقة في بلد قليل الحظ، وربما الميزات.
عرفته يمنيًا من تلفته
خوفٌ... وعيناه تاريخ من الرمدِ (البردوني)
ربما هو الخوف من فكرة أن هناك لغطًا لا بد أن يلف الشيء شديد الإتقان، الذي يبدو أنه أجمل أو أفضل من أن يكون يمنيًا
too good to be true
عندما نضحك من أعماقنا لا بد أن نتوقع خطبًا ما قد يفسد اللحظة، فنعقب بـ"اللهم اجعله خيرًا". وعندما نرى شخصًا جميلًا نصرح "واو يجنن وكأنه أجنبي"، وعندما نكون في مكان جميل نصفه بـ"وكأنه برع (خارج الحدود)".
وربما أن كل المسألة، أن اعتياد القبح قد يجعلنا نتشكك في أمر الجمال.