من ينظر للأحداث المتسارعة التي شهدتها وستشهدها أرضنا أرض المشقاص ساحل حضرموت، سيقول من تلقاء نفسه مع ما يعتريه من حالات الغضب، إنه بات لزامًا على كل من يدعون الوجاهة من مقادمة وشيوخ قبائل، وكل الشخصيات المهمة والمؤثرة في الساحة الحضرمية ساحلًا وواديًا، التعاطي الإيجابي مع هذه الأحداث، بل عليهم جميعًا الاستفادة من نجاحات وانتصارات هذه الأحداث.
فهي التي قلبت الموازين، وعرفت الناس أن كل مخلص محب لأرضه ومستعد لتقديم كل ما يمتلك بما فيها الأرواح، هو المنتصر، وهو من يستحق التعويل عليه مستقبلًا لاتنزاع الحقوق.
ليس لنا أدنى شك في أنه حضرموت لم تخلُ بعد من الهامات والرجال المخلصين ممن نتوقع ظهورهم في أية لحظة مبلين دعوة أرضهم ومن على ترابها الطاهر.
فحضرموت تمر بوضع صعب للغاية، وهو ما يستدعي من هؤلاء وكل أبناء حضرموت الظهور اليوم قبل الغد.
إن اصطفاف وتوحد الحضارم في هذا الظرف الحساس، هو ما سيمكنهم من أخذ واستعادة حقوقهم، وبأسهل الطرق، وحتى إن كانت مكلفة وغالية الثمن، فكله يهون من أجل العزة والكرامة والرفعة على أرضنا.
مررنا بمراحل عياف كان متصدرًا مشهدها تفرقنا، ولم نجنِ من تلك المراحل مراحل التفرق والتشرذم إلا ما هو ظاهر لنا وللناس من حولنا، ألا وهو الجوع والفقر والذل والمهانة داخل أرضنا.
خذوها بصريح العبارة: لن تقوم لنا قائمة، ولن ننهض، إلا بالتوحد، فلنترك خلافاتنا حتى لبعض الوقت، لتأخذ لها شيئًا من الراحة، ونجرب أن نتقارب ونتحد على هدف واحد وحيد، وهو الإخلاص والتفاني لهذه الأرض المباركة والطاهرة، حضرموت، ولا غير حضرموت. نترك أحزابنا ومكوناتنا السياسية وكل ما يتعارض مع مصلحة حضرموت.
دواعي استدعاء الظهور في هذه اللحظة كثيرة، منها من ذكرناها، ومنها ما لم نذكره، وهي ما يحتم علينا الظهور.
لكن بالعودة لشيء مما ذكرناه دون الدخول في تفاصيله، وهو دون غيره ما كان الأكثر تحفيزًا وتشجيعًا.
فما حصل من حراك قبلي وشعبي في مديرية الديس الشرقية، وكان متزعمه وضابط بوصلته المقدم سالم مبارك الغرابي، فهذا الحراك يستحق الدراسة والتخليد كحدث استثنائي مهم.
وهو ما كانت له المردودات الإيجابية والمنافع المستقبلية التي لا تعفي أحدًا من الانصهار فيه والحفاظ عليه، بل تطويره التطوير اللائق والانطلاقة لما بعده.
أتمنى ما اتخذته من عنوان وبه ذلك السؤال المستقبلي الملهم والمهم، ألا يفهم بالغلط للبعض، وأن تتم الإجابة السريعة عليه بظهور أناس كثر في حضرموت من أمثال سالم مبارك، أناس مخلصين ومجتهدين، ولا هم لهم إلا إعلاء كلمة حضرموت ورفعها، وأن يتفاعل الجميع من أجل الانتصار لحضرموت الأرض والإنسان.
ويبقى الختام بالعنوان أعلاه.. حضرموت تنادي.. والباقي عليكم تكملته.