صنعاء 19C امطار خفيفة

شلال نافق

2024-07-06
شلال نافق
شلال نافق(لاكسيكا)
كأية امرأة عادية هنا، لست شيئًا سوى إرث لأفكار نافقة مرمية في البحر.
لوقت طويل خفت السماء لأنها كبيرة، ولأنها موطن الطيور التي لا تنفك تذهب للبعيد أو تعود منه.
يربكني الأمر لأنه بذاته يحدث في رأسي.
تمر النوارس القادمة من البعيد بالبحر، وتحمل لي نصيبي من الوجود.
كل ذلك الرحيل الذي يعبئ الموانئ، تلقيه النوارس على كتفي وترحل.
يكبرني بأضعاف، وأنا امرأة صغيرة عادية، لأنها تعيش في حي عادي، لا وظيفة لأحمر الشفاه فيه غير الغواية.
في خريطة الحي، أنا الجزء المائع الذي يحرص على تجفيفه الناس، الناس الذين لا يتمنون شلالًا، لأن لديهم صنبورًا، الناس الذين لا يفرقون بين الصنبور والشلال، الذين لا يؤذي عروقهم ولا كلماتهم طعم الصدأ في الصنبور، أولئك الناس.. الصدأ.
أنا امرأة جد عادية، الاختلاف الوحيد، هو أنني بيدين لا يستنزفهما أحد، ثريتين بالتشبث، كثيفتين، ستظنهما إن نظرت لهما من قريب بحرًا يرمي فيه الناس أفكارهم النافقة لفرط ثقلها.
لديَّ الكثير من الحب المرفوض والحزن، توجعني دون قصد منها مزارع القمح الكثيرة، لأنها تفترس جميع الجهود، يذهب لها الرجال والنساء والأطفال في حيِّنا، فلا يبقى أحد ليزرع العشب في حدائق المنازل والورد في الشرفات.
والعشب مقدس، ففي حياة سابقة كان البشر ترابًا رطبًا ينمو العشب الأخضر بين مسامه، حتى خلق الله الشياطين، فتشكلت لأول مرة الرمال الجافة.
الرمال التي خلق الله منها آباء الجارات السمينات، الذين لم يعطوهن أحمر الشفاه إلا للغواية.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً