صنعاء 19C امطار خفيفة

"الله لا هان عزيز"!

أسماء كثيرة تم الرمي بها إلى الحضيض. عملية الرمي تلك لم تأخذ صورة أو شكلًا واحدًا، بل أشكالًا عدة من أشكال التحايل وعدم مراعاة المصالح للناس واحترام القوانين المنظمة لها.
جوهر الأمر تمثل بخصوص تعدٍّ على ودائع مجموعات كبيرة من مواطني البلاد ممن كانوا يحتاطون لمواجهات ظروف سوداء تولدت من كارثة الحرب وويلاتها وغيرها، والتي تجلت أبشع صورها بما ولدته الحرب وظروف الانقلابات على ما تبقى من كيان هزيل الدولة ومؤسساتها التي باتت همًا على قلوب الناس.
هنا سنقترب أكثر، ونسبر غور ما لحق بالنظام المالي للدولة من تدهور نجم عنه تضخم متتالٍ انعكس على قيمة الريال وقيمته الشرائية، إذ باتت تتجاذبه الرياح العاصفة، فلا رواتب، وإن أتى نصفها بعد طلوع الروح.
 مواطنو البلاد سواء كانوا من بسطاء الناس أو كانوا من كبارهم، باتت مدخراتهم لدى البنوك في خبر كان:
بنك مركزي تشظى دونما خطة متكاملة تصون الحقوق، وظل أصحاب الودائع ألعوبة بين بنك بصنعاء لا يعير اهتمامًا لمجموعات من أناس كانوا يمتلكون ما يحافظ على شرف الحياء بعيدًا عن العوز والابتذال.
مهما ضربوا أخماسًا في أسداس بنكا صنعاء وعدن كل يعلق الجرس برقبة الآخر، وأنت يا سعود راعي للصراب، إن كان مؤملًا أن يأتي ثانية.
البنك المركزي الشرعي يقول إنه نقل فقط الوظائف، ولم ينقل الأصول والودائع ولكن بنك صنعاء أذن من طين وأذن من عجين، تلقى لقمة سائغة تتمثل بودائع المودعين، البنك قطع دابرها بإجراءات قاتلة.
مبالغ مهولة من ودائع المودعين تسربت بقوة الأمر الواقع لتذهب تحت التهديد لمن بيدهم الملك بحجج واهية لتمويل الجهد الحربي اسمًا، ولكنها تتحول لاستخدامها في أعمال تجارية لبناء عمارات ومولات تجارية، وشراء ذمم من يشارك بهذا المأتم... المولد... المتأنية حصيلته من أموال المودعين الذين باتوا ضحية تعض الأصابع:
فلا راتب
والبنوك التي أودعت أموالها لدى البنك المركزي تتحجج بصوت عالٍ بأن لا سيولة لديها يوفرها ويفترض صرفها من قبل بنك مركزي صنعاء، لكن يا فصيح لمن تصيح؟
يا لها من لعبة مهولة، زاد الطين بلة تطبيق سلطات صنعاء منع الحصول على أية فوائد من الواديع التي أودعها الناس لدى البنوك لحين معسرة بعد غياب شمس الميسرة، ما تحصلوا عليه تقاذف التهم والاتهامات بين بنكي صنعاء وعدن، وهم يتحسرون على مال ضاع.
بنك صنعاء في وادٍ غير ذي زرع... وبنك عدن أدخل العباد الذين فقدوا ودائعهم ليجدوا أنفسهم يضربون أخماسًا في أسداس، فلا سياسة صافية، بل تشريعات وأحكام، وأمور الناس أصحاب الودائع تراوح مكانها... نقول لمن أوهمونا بأنهم مقدمون على تسوية متكاملة ذات طابع سياسي اقتصادي أمني، وبداخل هذه العناوين قضايا شائكة ليس أولها القضية الجنوبية وإنهاء حالة الحرب لنصل إلى بر الأمان... هل لنا أن نطلب منكم أن تأخذ مصالح بسطاء الناس من أصحاب الودائع التي جرى قضمها وابتلاعها، أن تأخذوها بعين الاعتبار، لأن ما جرى بشأنها دونما مسوغ، وإنما هو نهب منظم منضب أفقر الكثيرين من عامة الناس، وحولهم أمام البنوك إلى مجرد شحاتين.
خذوا عنوان مسحقات أصحاب الوادئع كقضية الرواتب وإعادة ترتيب أوضاع الجهاز المالي والمصرفي مماثل لما هو معمول به بسائر بكافة بلاد العالم.
كفى ظلمًا.
كفى ضياعًا لموارد البلد.
لا تنمية ولا سوق ولا تبادل ولا تولد ثقة باعتبارها المدخل الأساس لأي اقتصاد مستقر وينمو ولا يأكل من سنامه حتى يموت.
 للأسف... أنتم تأكلون سنام الشعب، ولا تأكلون سنامكم الذي يربو ويتضخم على حساب من باتوا بالشوارع يبحثون عن سراب.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً