صنعاء 19C امطار خفيفة

مقايضة شيطانية

ما كدنا نتفس الصعداء ونتبارك بما تيسر من نفحات حج مبارك أدخلت عناقيد الغضب على نفسها وعلى نفسها جنت براقش يوم رفعت صوتها داخل البيت الحرام وخلال طواف مناسك الرحمن صيحات من قبيل ذبح الشاه على مسالخ باب الغدير تقربًا لسيد طاول العنقاء زهوًا وأتى على الأرض أفاعيل ما ليس يرضى لها الرحمن رب العباد.

 
نعود القهقهرى حيث بدأنا رحلة الفتح المبين يوم تغلب اليمانيون على ذواتهم، وتنازلوا عن صهوات كبرياء الزيف التي دمرت وشرحت وطنًا، وعقدت شرايين أمعائه، فلم يعد يدرك أو يدري أي الطرق يسلك، وأيها أكثر أمانًا من تلك التي لُغمت جنباتها واحشاؤها بحيث بات الموت هدية من يقرر السفر برًا.
 
أتى حين من الدهر كان الناس مصالح ومشاعر وأحاسيس أكبر من حسابات ذوي الياقات وتجار الساحات ودعاة قتل الوطن والمواطن انتماء وتواصلًا وحبًا... زرعوا بين المداخل شعارات ما أنزل الله بها من سلطان عن الموت وكثرة العنعنات التي مزقت بلادًا، وخنقت أحلام الإنسان وأفقدته رواتبه ومشاعر الأمن والأمان وكل ما له علاقة بالحد الأدنى لحياة كريمة للإنسان.
 
ما كاد الركب يواصل معنى جماليات حرية التنقل والانتقال وكنا بانتظار المزيد من فتح المسالك والطرقات بين عدن صنعاء عبر الضالع واستكمال فتح طريق صنعاء تعز تمهيدًا لفتح طريق تعز الشريجة عدن بكل ما يعنيه فتح هذا الشريان تمامًا كما كنا نأمل الفتح المبين للناس لحرية تنقلاتهم ليس خدمة لأي أغراض أخرى يرمي لها هذا الطرف أو ذاك... الهدف أولًا وأخيرًا البحث عما يسهل حرية حركة الناس بعيدًا عن التجييش والتهريب وتنقلات ذوي العاهات السوداء من جماعات داعش والتكفير والهجرة وقتل النفس التي حرمها المولى تنفيذًا لأجندات لا تمس مصلحة الوطن المواطن إطلاقًا.
 
وإذا كانت أحلامنا تذهب ذلك المذهب، وإذ كنا نحلم ونضرب أخماسًا في أسداس لنختبر أيسر الطرق التي تعيد شرايين الحياة الاقتصادية للبلاد بعيدًا عن الحرب وما جنيناه منها سوى الخراب.
لكن ولعنة الله على لكن أظنها رجس من عمل الشيطان.
إذ بنا نفاجأ بأعمال قرصنة من طراز جديد... سمبل نمبر وان... هي ليست من نوعية تللك العمليات الفدائية التي قادتها المناضلة ليلى خالد ضد طائرات صهيونية، نقول يا للهول ويا للبشاعة كانت قرصنة رخيصة عيني عينك من ماركة لعب أطفال خدج ما بلغوا من العقل مكانًا.
 
الطائرات يمنية كانت وستستمر لنقل حجج وسواهم من عدن وصنعاء، لكن المارق الشيطان سولت له نفسه أن ينغص علينا بشارة فرح هلت، ابتسامة أطلت مع فتح الطرقات، وإذ بنا نشهد ميلودراما من أفلام هيتشكوك يؤديها مخرج ركيك يبحث عن إثارة حتى لو كان ثمنها أرواح من كان حلم يداعب مخيلتهم بأننا بدأنا السير على الطريق الصحيح برًا، وما درينا بأن صاحبنا كان يخطط لغلق أبواب السماوات التي يعتقد أنه سيدها... يا لها من مفارقات لا يأتيها إلا ذاك الذي باع عقله بسوق القات، وحلق مجنونًا يختطف سربًا من طائرات "اليمنية"، وها هي رابضات أسيرات بمطار صنعاء عسى من منقذ يعالج ما كان من خلل رافق كل رحلتنا السابقة الدامية.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً