صنعاء 19C امطار خفيفة

يا أهل غزة اثبتوا في أماكنكم

تحية وسلامًا يا أهل غزة من أعماق قلوبنا على صمودكم ونضالكم المشهود ضد الكيان الإسرائيلي الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين العربية، المدعوم من الحكومات الصهيونية الغربية ماليًا وسياسيًا وعسكريًا وبالأسلحة الأحدث والأشد فتكًا والأشمل إبادة.
 
لا يغرنكم يا أهل غزة بأن عدوًا سفاحًا يجيد التمثيل والرقص على جثث الشهداء من الخدج والأطفال والنساء والشيوخ، سينسحب بتلك السهولة من غزة المكلومة استجابة لمقترح أو مبادرة أو وساطات، فالمؤامرة واضحة من قبل هذا الكيان الإسرائيلي واللوبيات الصهيونية الغربية ممثلة بالإدارة الأميركية التي قدمت قرارها بوقف الحرب وتبادل تسليم الرهائن دون تقديم أية ضمانات بعدم عودة العدوان مرة أخرى لتدمير ما تبقى من غزة على رؤوس أبنائها، بخاصة بعد أن أحكم الجيش الإسرائيلي الغاصب تطويق كل المعابر الغزاوية، ضاربًا عرض الحائط بكل القرارات الدولية وميثاق الأمم المتحدة والمبادرات والاتفاقات.
 
الجدير بالذكر، أن القتال في غزة -حسب رئيس وزراء العدو الإسرائيلي نتنياهو- سيستمر حتى القضاء على المقاومة (حماس) وتحقيق الأهداف، وإن كل ما يقدم من قرارات ووساطات هو نهاية حرب وليس نهاية القتال في غزة.
يا أهل غزة، إن المؤامرة كبيرة، فاصبروا وصابروا واثبتوا في مواجهة العدو الصهيوني الغاشم اعتمادًا على أنفسكم.. فأنتم من قدمتم ومازلتم تقدمون قوافل من الشهداء دفاعًا عن كرامة، وعزة، واستقلال فلسطين أمام العالم أجمع. ويستحضرني قول الشاعر محمود درويش:
إن سألوك عن غزة، قل لهم،
بها شهيد
يسعفه شهيد
ويصوره شهيد
ويودعه شهيد
ويصلي عليه شهيد
"وطن برائحة الشهداء
 فكيف لا يغار منه الياسمين"
للأسف الشديد، إن كثيرًا من الدول العربية غير مستقرة حتى تدافع عن نفسها في الوقت الحاضر، والسؤال الذي يطرح نفسه: وما المانع من التئام الشمل العربي، وتجاوز الانقسامات، وتأسيس الاتحاد العربي، وإنشاء السوق العربية المشتركة، وإقامة الدفاع العربي المشترك؟
 
إن الأمة العربية لقادرة على النهوض بما أنعم الله عليها من إمكانيات، ومقومات الوحدة. فليس هناك ما يمنع النخبة في المجتمعات العربية من استلهام الماضي التليد واستشراف المستقبل المأمول إذا ما توفرت لديهم الإرادة والتصميم صوب مستقبل أفضل للأمة.. فلماذا لم يكن للعرب نصيب حتى اللحظة في التنافس الاقتصادي والتكنولوجي العالمي، وهم من يمتلكون كل مقومات النهضة والتطور دون منازع؟
 
الجدير بالذكر، أن الوطن العربي أصبح ساحة للمخططات الخارجية، وبالفعل بدأ المخطط الماسوني الصهيوني الشرق أوسطي الرامي إلى تهجير الفلسطينيين القسري من أراضيهم، وتصفية القضية الفلسطينية، واحتلال فلسطين بالكامل، ثم التوسع ليشمل المنطقة العربية من خلال الضغوط التي تمارس على دولها للتطبيع مع إسرائيل وفقًا لمرجعية دينية أساسها "النبي إبراهيم عليه السلام" أبو الأنبياء والديانات السماوية الثلاث اليهودية والنصرانية والإسلام.
 
إن ما يحدث على صعيد الواقع من انتهاكات إسرائيلية مستمرة لحرم المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، فضلًا عن عدم احترام مشاعر الدول العربية والإسلامية أثناء تأدية الحجيج فريضة الحج، والإصرار على استمرار المذابح البشرية في غزة وسائر الأراضي الفلسطينية، كل تلك التصرفات الوحشية تنسف كل اتفاق له علاقة بالأنبياء والدين كمرجعية للتطبيع، ناهيك عن مخالفة المطبعين أنفسهم للنصوص المشتركة التي تقوم عليها الأديان السماوية الثلاثة.
 
في واقع الأمر، إن ما يسمى الاتفاق الإبراهيمي يعتبر صفقة أو اتفاقًا سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، وأمنيًا، بدأ تنفيذه منذ نهاية العقد الثاني من هذا القرن الـ٢١  وتزامن مع بداية تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد الهادف إلى السيطرة على المنطقة والحد من أي تنافس اقتصادي وتجاري للصين، وبخاصة تجمع كل من "شنغهاي والبريكس" الذي تشكل فيه الصين العمود الفقري، والرامي أساسًا إلى كسر الاحتكارية القطبية الأحادية وقيام عالم جديد متعدد الأقطاب.
 
صفوة القول، سلام الله عليكم يا أهل غزة الصامدين والمقاومة الباسلة في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، والمجد والخلود للشهداء الأبرار، وللمصابين الشفاء العاجل، والعزة والكرامة والشموخ لأهلنا في فلسطين.
 
آملين أن يكون العام القادم عامًا سعيدًا يشهد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، والله ولي التوفيق.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً